التأويل والمنهج العقلي".
وقال: "والسنوسي ظلم كثيرًا ممن أتى بعده، فعده بعضهم درويشًا وعدّه بعضهم متعصبًا جامدًا".
وقال من خلال كلامه على الحياة الثقافية في وقت السنوسي: "أما علم الكلام فقد سيطرت فيه الأشعرية على عقول الناس وقد أدخلها الموحدون وحطموا بها ما كان عند المرابطين من تصورات حشوية أو تجسيمية فدعو إلى تأويل القرآن حسب روح الأشعرية في معانيها العامة، والسنوسي من الذين تأثروا بهذه النزعة كما هو واضح في عقائده".
وقال في ذكر عقيدة التوحيد لديه: "وقد كثرت كتبه فيه -أي التوحيد- وتنوعت .. من الكبرى إلى الصغرى إلى غيرها وهو في أساسها تلخيص لعقيدة الأشعري".
وكان ذلك لأسباب ذكرها صاحب الرسالة، ومن أهمها: "تمكين بعض الناس عن الفهم الصحيح للعقائد والرد على الشبهات التي يبثها النصارى واليهود، ودرء أباطيل المنحرفين من الصوفية .. ".
ثم ذكر صاحب الرسالة التي كتب منها:
١ - العقيدة الكبرى: وقد سماها (عقيدة أهل التوحيد المخرجة بعون الله من ظلمات الجهل وربعة التقليد، المرغمة بفضل الله تعالى أنف كل مبتدع وعنيد) .. وقد تعرض فيه السنوسي لأهم عقائد الأشعري كإثبات وجه الله وما يجب له من الصفات وما يجوز وما يستحيل وبراهين ذلك ..
٢ - شرح العقيدة الكبرى: وقد سماها (عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد) وهو شرح مفصل للكتاب السابق.
وبعدما ذكر له الكتب الأخرى التي ألفها في العقائد كالعقيدة الصغرى المسماة (أم البراهين)، والعقيدة الوسطى وشرحها وغيرها.
وكلها في تبيين وشرح عقائد الأشعرية واستخدامها في بيان الحجة على أهل النزاع من الفرق والمذاهب والأديان الأخرى في وقته. وله أيضًا -ذكرها صاحب الرسالة- كتاب (شرح أسماء الله الحسنى) وقصيدة له في العقيدة سميت بـ (الدهرية) يرد فيها على مذهب الدهرية والزنادقة والملاحدة بأدلة علمية وغيرها، وله تفسير أيضًا فسر القرآن الكريم كله في مسجده. وقال عنه صاحب الرسالة: "والسنوسي متأثر في تفسيره بعلم الكلام مما جعله مطبوعًا بطابع عقائدي .. ، وقد تأثر كذلك بالزمخشري مع أنه معتزلي مما يدل على عدم تعصبه وأخذه الحق أي وجد".
ثم قال: "أما ما سجله من نفسيره للقرآن فهو ما يأتي: تفسير سورة الفاتحة: وهو تفسير طويل نسبيًا ... وهو تفسير عقائدي ولغوي ناقش فيه الفرق الإسلامية، وهو يحلل ويعلل ويستنتج ويستشهد ويأتي بإشارات صوفية تدل على قوة إيمانه وشدة تعلقه بربه، وهو بذلك بعيد عن شطحات الصوفية وخرافاتهم .. ".
ثم ذكر له تفاسير أخرى في تفسيره لبعض السور، أو اختصار حواشي على بعض التفاسير.
ثم ذكر إسعيد عليوان تصوفه وطريقة أخذه لها حيث جعلها على عدة نقاط هي: