للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

متمسكًا بالسنن متجنبًا عن الفتن، حتَّى جاء مجددًا وللدين الحنيف مسددًا .. كان عالمًا باختلاف المذاهب، مطلعًا على الملل والنحل والغرائب، سلفي الاعتقاد شافعي المذهب .. " أ. هـ.

* قلت: "وهو حنفي المذهب: وليس بالشافعي والله أعلم.

* الأعلام: "مفسر محدث، أديب من المجددين من أهل بغداد. كان سلفي الإعتقاد مجتهدًا تقلد الإفتاء ببلده سنة (١٢٤٨) وعزل فانقطع للعلم" أ. هـ.

* قال المغراوي: "هو أبو الثناء شهاب الدين السيد محمَّد أفندي المشهور بالألوسي البغدادي، هو من أسرة اشتهر أهلها بالعلم غير أنهم افترقت مشاربهم وأهدافهم.

فصاحب الترجمة، كان اتجاهه اتجاهًا صوفيًا، أبدى ذلك في تفسيره قل ما تفوته مناسبة إلَّا وينبه على ما في الآية من التفسير الإشاري، وقد عدّه كثير ممن صنف كتب التفسير من التفاسير الصوفية، وهو كذلك، ومن طالع تفسيره يجده يسدل على الصوفية من الألقاب الفخمة، مثل قدس الله سرهم، مثل سادتنا الصوفية، أهل التحقيق والحقيقة، إلى غير ذلك مما هو مبثوث في طي الكتاب.

أما سليل أسرته السيد النُّعمان خير الدين فهو صاحب عقيدة سلفية له كتاب ذو فوائد جمة يسمى "بجلاء العينين في محاكمة الأحمدين".

أما عقيدته في الأسماء والصفات في تفسيره: فقد ضم في تفسيره معظم بحوث الرَّازي: حتَّى أنَّه ينقلها بالحرف، وبالوجوه التي يعددها الرَّازي في الشبه الأشعرية، وينقل ما يذكره الزمخشري، كان كان مخالفًا للعقيدة الأشعرية نابذة وانتصر للعقيدة الأشعرية.

أما الألوسي، فأحيانًا يميل إلى مذهب السلف ويقرره وينسب نفسه إليه، كما فعل في صفة الحياء. وأحيانًا يذكر المذهب الأشعري وينتصر إليه انتصارًا، وربما يؤدي بها ذلك إلى لمز أئمة السلفية، كما فعل في صفة الكلام وأحيانًا يظهر عليه نوع من التحفظ وعدم الصراحة الكاملة، كما فعل في صفة الفوقية، وأحيانًا يقرر مذهب السلف والخلف، ويرجح مذهب الخلف كما فعل في صفة الاستواء، وهكلذا تجده مترددًا بين مذهب السلف والخلف، ولهذا ترجح لنا أن نذكره في مفسري الخلف.

وعلى كل حال، فكتاب الألوسي يعتبر موسوعة كبيرة في كثير من أنواع العلوم، وعنده صبر على تطويل البحوث، وإن كان أكثرها متوفرة المصادر، فالله يرحمه ويتولانا نحن بلطفه وعفوه.

١ - صفة الغضب والرحمة: قال عند قوله تعالى: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} والغضب أصله الشدة، ومنه الغضبة، الصخرة الشديدة المركبة في الجبل، والغضوب الحية الخبيثة والناقة العبوس وفسر تارة محركة للنفس، مبدؤها إرادة الانتقام كما في شرح المفتاح للسعد، وتارة بإرادة الانتقام كما في شرح الكشاف له، وأخرى بكيفية تعرض للنفس فيتبعها حركة الروح إلى خارج، طلبًا للانتقام كما في شرح المقاصد، ويقرب منه