فخالفت الذي لك فيه رُشدُ ... فغالت دون ما أمْلت عوُلُ
وعادَ خلاف ما تهوى خلافًا ... له عَرضُ مِنَ البلوى وطولُ .. " أ. هـ.
• إنباه الرواة: "عاش معاذ الهزاء إلى أيام البرامكة. وقد ولد في أيام يزيد بن عبد الملك، ومات في السنة النبي نكب فيها البرامكة سنة (١٨٧ هـ). وكان له أولاد وأولاد أولاد، ماتوا كلهم وهو باق، ولم يصنف شيئًا فيما علمته ... وقال إسحاق ابن الجصاص: ... كان معاذًا يبيع الثياب الهروية ويصنف كتب النحو في أيام بني أمية ولم يعرف له كتاب يؤثر عنه ... وكان صالح العلم بالعربية، ولكنه ليس من أعلام النحويين وهو أحد من أخذ عنه الفراء قال المرزباني: وقيل إن الهراء أستاذ الكسائي، وكان يتشيع ... وقال علي بن مسلم بن الهيثم بن مسلم الكوفي: كان أبو مسلم مؤدب عبد الملك بن مروان قد نظر في النحو، فلما أحدث النَّاس التصريف لم يحسنه وأنكره، فهجا أصحاب النحو، فقال:
قد كان أخذهم في النحو يعجبني ... حتى تعاطوا كلام الزنج والروم
لما سمعت كلامًا ليس يعجبني ... كأنه زجل الغربان والبوم
تركت نحوهم والله يعصمني ... من التفخيم في تلك الجراثيم
فأجابه معاذ الهراء أستاذ الكسائي:
عالجتها أمرد حتى إذا ... شِبتَ ولم تعرف أبا جادها
سميت من يعرفها جاهلًا ... يصدرها من بعد إيرادها
سهل منها كل مستصعبٍ ... طود عليه فوق أطوادها
ذكر المسألة التي سمعها أبو مسلم عند معاذ الهراء.
قال إسحاق بن الجصاص: جلس أبو مسلم مؤدب عبد الملك بن مروان إلى معاذ بن مسلم الهراء النحوي -وكان يبيع الهروى- وسمع معاذًا يناظر رجلًا في النحو، فقال معاذ: كيف تقول من "تؤزهم أزًا": يا فاعل افعل؟ وصلها بيا فاعل أفعل من {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}.
فأجاب الرجل معاذًا، فسمع أبو مسلم كلامًا لم يعرفه فقام عنهم، وأنشأ الأبيات المقدم ذكرها:
قد كان أخذهم في النحو يعجبني.
- يقال يا آز أز، ويا وائد إد، مثل قولك: يا واعد عد-.
وأنشد معاذ جوابًا لأبي مسلم:
عالجتها أمرد حتى إذا
الأبيات المتقدمة، ولما سمع أبو مسلم الأبيات قال: والله إن زاد بيتًا لأهجونه دون النحاة، ولأذكرن اسمه ظاهرًا، فلم يزد معاذ بعد ذلك شيئًا على ما قاله من الأبيات" أ. هـ.
• وفيات الأعيان: "وكان يتشيع، وله شعر