للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والأخبار" أ. هـ.

* قلت: هذه بعض المواضع المنقولة من كتاب (عقيدة الإمام ابن عبد البر في التوحيد والإيمان) (١) تبين عقيدته حيث قال مؤلف الكتاب ص (٧٠): (يؤكد ابن عبد البر أن هذا الباب -أعني باب العقائد- إنما يؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكذلك ما أجمعت عليه الأمة.

يقول -رحمه الله-:

"واتفق أهل الإسلام، أن الدين تكون معرفته على ثلاثة أقسام: أولها معرفة خاصة الإيمان والإسلام، وذلك معرفة التوحيد والإخلاص، ولا يوصل إلى علم ذلك إلا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو المؤدي عن الله، والمبين لمراده، وبما في القرآن من الأمر بالاعتبار في خلق الله بالدلائل من آثار صنعته في بريته على توحيده، وأزليته سبحانه، والإقرار والتصديق بكل ما في القرآن، وبملائكة الله، وكتبه، ورسله" (٢).

ويقول في موطن آخر:

"ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصًا في كتاب الله، أو صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو اجتمعت عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله، أو نحوه يسلّم له، ولا يناظر فيه" (٣).

موقف ابن عبد البر من الأقوال المرجوحة:

وأما الأقوال المرجوحة، سواء في باب العقائد، أو غيره، فإن ابن عبد البر -رحمه الله- يردها، كائنًا من كان قائلها، فنراه يرد على أبي حنيفة (٤)، ومالك (٥)، والشافعي (٦)، بل يصرح بأن القول المخالف للسنة يرد، ولو كان قول صحابي، فيقول:

"ليس أحد من خلق الله إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك، إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يترك من قوله إلا ما تركه هو ونسخه قولًا أو عملًا، والحجة فيما قال - صلى الله عليه وسلم - وليس في قول غيره حجة، ومن ترك قول ... [وذكر أقوالًا لبعض الصحابة انفردوا بها -رضي الله عنهم أجمعين- ثم قال] كيف يتوحش من مفارقة واحد منهم -ومعه السنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي الملجأ عند الاختلاف، وغير نكير أن يخفى على الصاحب والصاحبين والثلاثة السنة المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " (٧)

موقف ابن عبد البر مما ورد عن مجاهد في تفسير المقام المحمود:

ومن الأمثلة التي يمكن أن يستدل بها على رد ابن عبد البر للأقوال المخالفة للكتاب والسنة ما كرره في كتبه، من حكاية قول مجاهد -رحمه الله- في تفسير المقام المحمود، المذكور في قوله تعالى:


(١) كتاب (عقيدة الإمام ابن عبد البر في التوحيد والإيمان) لمؤلفه سليمان بن صالح بن عبد العزيز، ط. دار العاصمة الطبعة الأولى سنة (١٤١٦ هـ-١٩٩٦ م) نقلا بنصه مع الهوامش.
(٢) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٣٩).
(٣) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٩٦).
(٤) الإستذكار (١/ ٤٠).
(٥) التمهيد (٥/ ٢٨٩).
(٦) التمهيد (٢/ ٢٤٨).
(٧) التمهيد (١/ ١٥٩).