٢/ ١٣٤) فكيف يروي عنه صاحب الترجمة قبل أن يولد، وقد جاء أنه ولد سنة ٣٤٥ هـ؟ ! .
إذن، فيوسف بن يعقوب النجيرمي المذكور في (مادة: النجيرمي) هو غير صاحب الترجمة "يوسف بن يعقوب بن خرزاذ"، مع أنهما يتفقان في الاسم، والكنية، والبلد، ولكنهما يختلفان في تاريخ الوفاة.
ولقد أصاب المؤلف الذهبي -رحمه الله- حيث فرق بين الاثنين، فجعل الأول في المتوفين سنة ٣٧٠ هـ. (انظر: العبر ٢/ ٣٥٨، وتاريخ الإسلام (٤٦٧) حوادث ووفيات ٣٥١ - ٣٨٠ هـ.
بتحقيقنا، وشذرات الذهب ٣/ ٧٥) والثاني هو صاحب هذه الترجمة المتوفى سنة ٤٢٣ هـ.
والذي يؤكد أنهما اثنان ما ذكره ابن السمعاني في (مادة السعتري) ووافقه ابن الأثير، من أن "يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري" روى عنه: "يوسف بن يعقوب بن خرزاذ النجيرمي".
وبان من هذا أن الأول كان شيخًا للثاني.
وقال في (تاريخ الإسلام ٤٦٧ وفيات ٣٧٠ هـ):
"يوسف بن يعقوب النجيرمي، أبو يعقوب، بصري مشهور، عالي الإسناد. سمع: أبا مسلم الكجي، والحسن بن المثنى العنبري، والمفضل بن الحباب الجُمحي، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن حيّان المازني، وجماعة. روى عنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي، وإبراهيم بن طلحة بن غسان المصوعي، وجماعة آخرهم القاضي أبو الحسن محمّد بن علي بن صخر الأزدي، وقد حدّث في سنة خمس وثلاثمائة" أ. هـ.
هكذا وقع، والصواب: حدث في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وقال ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب ٣/ ٧٥):
"والنجيرمي، أبو يعقوب يوسف بن يعقوب البصري، حدّث في سنة خمس وستين عن: أبي مسلم، ومحمد بن حيان المازني".
والمعروف أيضًا أن أبا مسلم الكجّي توفي سنة (٢٩٢ هـ). (انظر: العبر ٢/ ٩٣، ٩٢ وفيات ٢٩٢ هـ) فالنجيرمي الذي سمعه وروى عنه هو المتوفى سنة ٣٧٠ هـ. وليس صاحب الترجمة الذي ولد سنة (٣٤٥ هـ) وتوفي (٤٢٣ هـ).
وقد خلط ابن خلكان في (وفيات الأعيان ٧/ ٧٥) بين المتوفى سنة (٣٩٠ هـ). والمتوفى (٤٢٣ هـ). فقال في الترجمة رقم (٨٣٩):
"أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاذ النجيرمي، اللغوي، البصري، نزيل مصر، هو من أهل بيت فيه جماعة من الفضلاء الأدباء ما منهم إلا من هو ماهر في اللغة، كامل الأدوات، متقن لها. روى أبو يعقوب المذكور عن أبي يحيى زكريا بن يحيى بن خلاد الساجي، وطبقته. وروى عنه أبو الفضل محمّد بن جعفر الخزاعي، وغيره.
ثم نقل ابن خلكان أن أبا يعقوب بن خرزاذ النجيرمي توفي يوم الثلاثاء رابع المحرم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وأن مولده كان يومَ عَرَفَة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة (٧/ ٧٦).
ولم يتنبه محققه الدكتور "إحسان عباس" لهذا الخلط، إذ كيف يروي أبو يعقوب النجيرمي