والتفسير، ومن كبار قضاة العامة (١)، ومشايخ إسلامهم، وقد تولى القضاء بهراة المحمية منذ ثلاثين سنة في دولة السلطان حسين ميرزا البايغرا إلى أن توجه إليها عسكر السلطان المظفر الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل بن السلطان حيدر الصفوي الموسوي، أوّل ملوك الصفوية الثمانية العادلة المنصورة، وفتحوها بالميمنة والإقبال في شهور سنة ست عشرة وتسعمائة، فصدر أمر السلطان المعظم المومى إليه بقتل هذا الرجل في جماعة أخرى من علماء الهراة المتعصبين، مع أنه كان من جملة علمائها الستة الذين اجتمعوا، وجلسوا في دار الإمارة لأجل انتظام النزال، وتعيين المنزل لحضرة الشاه من قبل ورود موكبه المبارك عند وصول خبر فتحه، وقتله الشاه بيك خان ملك الأوزبكية في مرو، وأخذه ببلاد ما وراء النهر.
ومنهم الأمير نظام الدين عبد القادر المشهدي، والسيد غياث الدين محمّد بن يوسف الرازي، والقاضي صدر الدين محمّد الإمامي، والقاضي اختيار الدين حسين التربتي، والأمير جمال الدين المحدث الدشتكي ...
وفي بعض كتب التواريخ أنه لما دخل الشيخ المحقق خاتم المجتهدين علي بن عبد العالي الكركي العاملي -رحمه الله- الهراة، وقد كان في موكب السلطان شاه طهماسب المذكور اعترض عليهم في قتل شيخ الإسلام، وقال: إنه لو لم يقتل لأمكن أن يلزم عليه بإقامة الحجج القاطعة، والبراهين الساطعة حقية مذهب الإمامية، وبطلان مذاهب غيرهم، فيكون ذلك سببًا لهداية سائر أهالي تلك البلاد، فكان الشيخ على المذكور في ذلك التأسف أبدًا مدة حياته.
ثمّ إن لهذا الرجل من المصنفات مجموعة من الفوائد المتفرقة المتعلقة بحل المشكلات وكشف المعضلات، ودفع المنافات المتوهمة بين الأحاديث والآيات، ونوادر كثيرة من الملح والحكايات، والأمور المخفية على غالب الجماعات تشتمل على نحو من ثلاثمائة فايدة يذكر كل واحدة منها في فصل على حدة، كألوان الأطعمة الموضوعة على أطراف المائدة .. " أ. هـ.
* هدية العارفين: "شيخ الإسلام، ورئيس العلماء بهراة .. " أ. هـ.
* الأعلام: "شيخ الإسلام، من فقهاء الشافعية ... كان قاضي هراة مدة ثلاثين عامًا، ولما دخلها الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي، كان الحفيد ممن جلسوا لاستقباله في دار الإمارة، ولكن الوشاة اتهموه عند الشاه بالتعصب، فأمر بقتله مع جماعة من علماء هراة، ولم يعرف له ذنب، ونعت بالشهيد" أ. هـ.
وفاته: سنة (٩١٦ هـ) ست عشرة وتسعمائة مقتولًا، وقيل (٩٠٦ هـ) ست وتسعمائة.
من مصنفاته: "تعليقه على أوائل الهداية" للمرغيناني في الفروع، و"حاشية على شرح العقائد" للقاضي الإيجي، و"تعليقه على أوائل الكشاف" للزمخشري في التفسير، وصل فيها إلى أواسط سورة البقرة، وغير ذلك.