وهذا في التحقيق كأنه يقول إن الله يقدر أن يظلم ولو ظلم لكان عادلًا فيكون أول كلامه منقوضًا بآخره" أ. هـ.
• معجم المفسرين: "أحد علماء المعتزلة من أهل الكوفة، قصد البصرة حتى تلقى مبادئ الاعتزال على الزعفراني ثم سكن بغداد فانتهت إليه رياسة المعتزلة بها، ثم انفرد عنهم في بعض المسائل وكان مقربًا إلى يحيى البرمكي، أديبًا ممتازًا في شعره ونثره ويعد من مؤسسي البلاغة، تنسب إليه الطائفة البشرية من المعتزلة" أ. هـ.
• قلت: قال صاحب "الفرق بين الفرق" صفحة (١٤٠) في ذكر البشرية: "هؤلاء أتباع بشر بن المعتمر، وقال إخوانه من القدرية بتكفيره في أمور هو فيها مصيب عند غير القدرية.
فمما كفَّرته القدرية فيه قوله: "إن الله تعالى قادرٌ على لطفٍ لو فعله بالكافر لآمن طوعًا".
وكفروه أيضًا في قوله: "إن الله تعالى لو خلق العُقلاء ابتداء في الجنة وتفضَّل عليهم بذلك لكان ذلك أصلح لهم".
وكفروه أيضًا بقوله: "إن الله لو علم من عبده أنه لو أبقاه لآمَنَ كان إبقاؤه إياه أصلح له من أن يُميته كافرًا".
وكفروه أيضًا بقوله: "إن الله تعالى لم يزل مريدًا".
وفي قوله: "إن الله تعالى إذا علم حدوث شيء من أفعال العباد ولم يمنع منه فقد أراد حُدوثه".
والحقُّ في هذه المسائل الخمس التي كفَّرت المعتزلة البصرية فيها بشرًا - مع بشر، والمكفرون له فيها هم الكافرة، ونحن نكفر بشرًا في أمور سواها كل واحد منها بدعة شنعاء:
أولها: قول بشر بأن الله تعالى ما والى مؤمنًا في حال إيمانه، ولا عادى كافرًا في حال كفره.
ويجب تكفيره في هذا على قول جميع الأمَّة، أما على قول أصحابنا فلأنا نقول: إن الله تعالى لم يزل مُواليًا لمن علم أنه يكون وليًّا له إذا وجد، ومعاديًا لمن علم أنه إذا وجد كفر ومات على كفره، يكون معاديًا له قبل كفره وفي حال كفره وبعد موته، وأما على أصول المعتزلة غير بشر فلأنهم قالوا: إن الله لم يكن مواليًا لأحد قبل وجود الطاعة منه فكان في حال وجود طاعته مواليًا له، وكان معاديًا للكافر في حال وجود الكفر منه، فإن ارتدَّ المؤمنُ صار الله تعالى معاديًا له بعد أن كان مواليًا له عندهم.
وزعم بشر أن الله تعالى لا يكون مواليًا للمطيع في حال وجود طاعته، ولا معاديًا للكافر في حال وجود كفره، وإنما يوالى المطيع في الحالة الثانية من وجود طاعته، ويعادى الكافر في الحالة الثانية من وجود كفره، واستدل على ذلك بأن قال: "لو جاز أن يوالى المطيع في حال طاعته، ويعاقب الكافر في حال كفره". فقال أصحابنا: لو فعل ذلك لجاز. فقال: "لو جاز ذلك لجاز أن يمسَخَ الكافر في حال كفره"، فقلنا له: لو فعل ذلك لجاز.
الفضيحة الثانية من فضائح بشر: إفراطه بالقول في التولُّد، حتى زعَمَ أنه يصح من الإنسان أن يفعل الألوان والطعوم والروائح والرؤية والسمع وسائر الإدراكات على سبيل التولد إذا فعل أسبابها، وكذلك قوله في الحرارة والبرودة