للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من تلامذته: الشريف محمّد الإدريسي وغيره.

كلام العلماء فيه:

* معجم الأدباء: "كان فقيهًا لغويًّا نحويًا".

وقال: "حدثني تلميذه الشريف أبو جعفر محمّد بن عبد العزيز الإدريسي الحسني الصعيدي بالقاهرة في سنة اثنتي عثرة وستمائة قال: كان الظهير يكتب على كتبه في فتاويه (الحسن النعماني) فسألته عن هذه النسبة فقال: أنا نعماني، وأنا من ولد النعمان بن المنذر ومولدي بقرية تعرف بالنعمانية ومنها ارتحلت إلى شيراز فتفقهت بها فقيل لي الفارسي وأنتحل مذهب النعمان وأنتصر له فيما وافق اجتهادي".

وقال أيضًا: "وكان عالمًا بفنون من العلم: كان قارئًا بالعشر والشواذ عالمًا بتفسير القرآن وناسخه ومنسوخه والفقه والخلاف والكلام والمنطق والحساب والهيئة والطب مبرزًا في اللغة والنحو والعروض والقوافي ورواية أشعار العرب وأيامها وأخبار الملوك من العرب والعجم .. ".

ثم قال: "وكان قيمًا بمعرفة قانون الطب له، وكان عارفًا باللغة العبرانية ويناظر أهلها بها، حتى لقد سمعت بعض رؤساء اليهود يقول له: لو حُلّفْتُ أن سيدنا كان حبرًا من أحبار اليهود لحَلَفْتُ فإنه لا يعرف هذه النصوص بالعبرانية إلا من تدرَّب بهذه اللغة. وكان الغالب عليه علم الأدب، حتى لقد رأيتُ الشيخ أبا الفتح عثمان بن عيسى النحوي البلطي، وهو شيخُ الناس يومئذ بالديار المصرية، يسأله سؤال المستفيد عن حروف من حوشيّ اللغة. وسأله يومًا بمحضري عمَّا وقع في ألفاظ العرب على مال شقحطب فقال: هذا يسمى في كلام العرب المنحوت، ومعناه أن الكلمة منحوتة من كلمتين كما ينحت النجار خشبتين ويجعلهما واحدة، فشقحطب منحوت من شق وحطب، فسأله البلطي أن يثبت له ما وقع من هذا المثال إليه ليعوّل في معرفتها عليه فأملاها عليه في نحو عشرين ورقة من حفظه، وسماها "كتاب تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب".

قال: ورأيت السعيد أبا القاسم هبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك يسأله على وجه الامتحان عن كلمات من غريب كلام العرب وهو يجيب عنها بشواهدها، وكان القاضي الفاضل عبد الرحيم بن البيساني قد وضعه على ذلك.

قال: وحدثني عن نفسه قال: لما دخلتُ خوزستان لقيتُ بها المجير البغدادي تلميذ الشهرستاني، وكان مبرزًا في علوم النظر، فأحبَّ صاحبُ خوزستان أن يجمع بيننا للمناظرة في مجلسه، وبلغني ذلك فأشفقتُ من الانقطاع لمعرفتي بوفور بضاعة المجير من علم الكلام، وعرفتُ أن بضاعته من اللغة نزرة، فلما جلسنا للمناظرة والجلسُ غاصٌ بالعلماء فقلتُ له بعرض الكلام: إذا اشرأبت الطلُّة إلى قرينها فأرَّها في وبْصانَ أو الجماد إذأ تأشَّبَ في المغث، فاحتاج إلى أن يستفسر ما قلتُ، فشنَّعْتُ عليه وقلت: انظر إلى المدَّعي رتبةَ الإمامة يجهل لغةَ العرب التي بها نزل كلام رب العالمين وجاء حديث سيد المرسلين، والمناظرة إنما اشتقْت من النظير، وليس هذا بنظيري لجهله بأحد العلوم التي يلزم المجتهدَ القيامُ بها، وكثر لغط أهل المجلس وانقسموا فريقين: فرقة لي وفرقة عليّ، وانفكّ المجلس على ذلك وضاع في الناس أني قطعته.