توضأ فغسل وجهه تناثرت ذنوب وجهه، وإذا غسل يديه إلى المرفقين تناثرت عنه ذنوب يديه، وإذا مسح رأسه تناثرت ذنوب رأسه، وإذا مسح برجليه، أو غسلهما تقية تناثرت ذنوب رجليه ... الخ.
... وهكذا نجد هذا التفسير يسير مع الهوى الشيعي، سيرًا فيه كثير من التطرف والغلو والخروج عن دائرة المعقول المقبول. وإذا كان هذا التفسير من عمل الحسن العسكري، الإمام المعصوم، الذي عنده علم القرآن كله، فتلك أكبر شهادة على أنه لا عصمة له ولا علم عنده، وكيف يصدر هذا التلاعب بنصوص القرآن من إمام له قيمته ومكانته.
وإذا كان ما يذكره صاحب أعيان الشيعة من علمه وصلاحه أمرًا حقيقيًّا، فالظن بهذا الكتاب أن يكون منسوبًا إلى هذا الإمام زورًا وبهتانًا، وهذا ما أرجحه وأختاره، لأني لم أعثر على نقل صحيح يدل على غلو الرجل وتطرفه في التشيع كما فعل غيره" أ. هـ.
* قلت: وهنا نذكر إشارة لطيفة، بل مهمة في قول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "منهاج السنة" حول صاحب الترجمة (حسن العسكري)، وابنه منتظر الرافضة وردهِ على الرافض ابن مطهر الحلي، وما قاله الأخير في صاحب الترجمة (٤/ ٨٥): "وكان ولده الحسن العسكري عالمًا زاهدًا فاضلًا عابدًا، أفضل أهل زمانه، وروت عنه العامة كثيرًا" أ. هـ. كلام الرافضي.
فقال شيخ الإسلام: "فهذا من نمط ما قبله من الدعاوى المجردة، والأكاذيب البيّنة، فإن العلماء المعروفين بالرواية الذين كانوا في زمن هذا الحسن بن علي العسكري ليست لهم [عنه] رواية مشهورة في كتب أهل العلم، وشيوخ [أهل] الكتب الستة: البخاري، ومسلم، وأبي داود، [والترمذي] والنسائي، وابن ماجة كانوا موجودين في ذلك الزمان، وقريبًا منه: قبله وبعده.
وقد جمع الحافظ أبو القاسم بن عساكر أخبار شيوخ النبل، يعني شيوخ هؤلاء الأئمة، فليس في هؤلاء [الأئمة] من روى عن الحسن بن علي [هذا] العسكري مع روايتهم عن ألوف مؤلفة من أهل الحديث، فكيف يقال: روت عنه العامة كثيرًا؟ وأين هذه الروايات؟ وقوله: "إنه كان أفضل أهل زمانه" هو من هذا النمط" أ. هـ.
ثم قال الرافضي في منتظرهم (محمد بن الحسن بن علي) ولد صاحب الترجمة (٤/ ٨٦): "وَوَلَدُهُ مولانا المهدي [محمد]- عليه السلام -.
روى ابن الجوزي بإسناده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي، اسمه كاسمي وكنيته كنيتي، يملأ الأرض عدلًا، كما ملئت جورًا) فذلك هو المهدي" انتهى كلام رافضي ..
قال شيخ الإسلام: "فيقال: قد ذكر محمد بن جرير الطبري وعبد الباقي بن قانع وغيرهما من أهل العلم بالأنساب والتواريخ: أن الحسن بن علي العسكري لم يكن له نسل ولا عقب. والإمامية الذين يزعمون أنه كان له ولد يدَّعون أنه دخل السرداب بسامرًا وهو صغير. منهم من قال: عمره سنتان، ومنهم من قال: ثلاث، ومنهم من قال: خمس سنين وهذا لو كان موجودًا