سألت شيخنا ابن تيمية عن مذهب السالمية فقال: هم قوم من أهل السنة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة وعبادها، وهو أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سالم من أصحاب سهل بن عبد الله التستري، خالفوا في مسائل فبدعوا".
ثم قال: "وقال ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري): لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات".
وقال أيضًا: "قال ابن عساكر في حديث هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي عليّ الأهوازي: هو متهم.
قلت -أي الذهبي-: رواه الأهوازي في الصفات عن أحمد بن عليّ الأطرابلسي، عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب، عن أبي القاسم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن وكيع بن عدس، عن أبي زر، عن لقيط بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: رأيت ربّي بمنى على جمل أورق عليه جبة. هذا كذب على الله ورسوله. وقد اتهم ابن عساكر أبا عليّ الأهوازي كما ترى. وهو عندي آثم ظالم لروايته مثل هذا الباطل، ولروايته عن أبي زرعة أحمد بن محمد: نا جدي لأمي الحسن بن سعيد، نا الحسين بن إسحاق التستري، نا حماد بن دليل، عن الثوري، عن قتيبة من مسلم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي أمامة رفعه: إذا كان عشية عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا ويكون أمامهم إلى المزدلفة، ولا يعرج إلى السماء، تلك الليلة، فإذا أسفر غفر لهم حتى المظالم، ثم يعرج إلى السماء.
وأطم ما للأهوازي في كتاب "الصفات" له حديث: إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق.
وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده مع أنه شيء مستحيل في العقول بالبديهة" أ. هـ.
* قلت: وقال ابن حجر في "لسان الميزان" في الحديث الموضوع هذا: "وحديث إجراء الخيل موضوع، وضعه بعض الزنادقة ليشنع به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل، فحمله بعض من لا عقل له ورواه، وهو مما يقطع ببطلانه شرعًا وعقلًا" أ. هـ.
* لسان الميزان: "وقال الكتاني: كان حسن التصنيف في القراءات مكثرًا من الحديث وفي إسناد القراءات غرائب، كان يذكر أنه أخذها رواية وتلاوة، وأن شيوخه أخذوها كذلك. قال وانتهت إليه الرياسة في القراءات ما رأيت منه إلا خيرًا" أ. هـ.
ثم قال في تاريخ الإسلام: "قال ابن عساكر: قرأت بخط الأهوازي قال: رأيت رب العزة في النوم وأنا بالأهواز، وكأنه يوم القيامة فقال لي: بقي علينا شيء اذهب.
فمضيت في ضوء أشد بياضًا من الشمس وأنور من القمر، حتى انتهيت إلى طاقةٍ أمام بيتٍ، فلم أزل أمشي عليه ثم انتهت.