للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وحقيقته، يقول تعلم جميع ما أعلم من حقيقة أمري، ولا أعلم حقيقة أمرك (١).

التعليق:

ما ذكره من التفسير بالعقاب فيه تأويل والصواب، إما التفسير بالذات، أو أنها صفة للذات كما ذكرت عند القرطبي".

١٠ - صفة المحبة: "قال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (*) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}.

(فإن الله لا يحب الكافرين) لا يرضى فعلهم، ولا يغفر لهم (٢) ".

١١ - صفة العندية: "قال عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}.

يعني الملائكة المقربين بالفضل والكرامة.

التعليق:

مع علوهم على أهل الأرض هم أهل فضل وكرامة، فينبغي إثبات صفة العلو ثم لوازمها.

١٢ - صفة اليد: "قال عند قوله تعالى من سورة المائدة: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}.

ويد الله صفة من صفات ذاته كالسمع، والبصر، والوجه، وقال جل ذكره: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كلتا يديه يمين" والله أعلم بصفاته، فعلى العبد فيها الإيمان والتسليم.

وقال أئمة السلف من أهل السنة في هذه الصفات: أمررها كما جاءت بلا كيف (٣).

التعليق:

فهذا الذي قرره الإمام البغوي في تفسير هذه الآية، في إثبات صفة اليد وغيرها، هو مذهب السلف الصالح، الذين يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه من غير تكييف ولا تحريف، ولا تمثيل، ولا تعطيل، ولا تشبيه".

١٣ - صفة الفوقية: "قال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} القاهر، الغالب، وفي القهر زيادة معنى على القدرة وهو منع غيره عن بلوغ المراد، وقيل: هو المفرد بالتدبير، يجبر الخلق على مراده {فَوْقَ عِبَادِهِ} هو صفة الاستعلاء الذي تفرد به الله عز وجل (٤).

التعليق: فعلوه على خلقه مما أجمع عليه السلف، وينبغي أن يثبت لأن النصوص تواترت بذلك، وأجمع على ذلك أهل الفطرة السليمة.

وأما تفسير البغوي، فإن قصد بالاستعلاء العلو المطلق، فذاك هو الصواب وإن كان غير ذلك، فهو تفسير مرفوض عند من ينهج نهج السلف، ومن لوازمه العلو المطلق، كل ما ذكر من التفسيرات.

١٤ - إثبات الرؤية: "قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ


(١) شرح السنة (١١٤/ ٢).
(٢) تفسير البغوي (٣٣٨/ ١).
(٣) تفسير البغوي (٢/ ٧١).
(٤) شرح السنة (٢/ ١٢٣).