كسفيان الثوري ومالك وابن عيينه وحماد بن سلمة وعبد الله بن المبارك .. وأحمد بن حنبل ... متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وأن علمه بكل مكان، وأنه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش وأنه ينزل إلى سماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء فمن خالف شيئًا من ذلك فهو منهم برئ وهم منهم براء.
وذكر الأوزاعي (١): أئمة أهل الحجاز ومصر وأهل الكوفة وأهل البصرة ومنهم حماد بن سلمة قال -أي الأوزاعي- وهؤلاء ونحوهم أئمة الإسلام شرقًا وغربًا في ذلك الزمان وهو قولهم إن الله فوق عرشه ويؤمنون بما وردت به السنة من صفاته" أ. هـ.
* السير: "قال علي بن المديني: من تكلم في حماد فاتهموه في الدين ... وكان مع إمامته في الحديث، إمامًا كبيرًا في العربية، فقيهًا فصيحًا، رأسًا في السنة، صاحب تصانيف.
وعن يحيى بن معين قال: إذا رأيت إنسانًا يقع في عكرمة وحماد بن سلمة فاتهمه في الإسلام.
قال أحمد: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة، فاتهمه على الإسلام، فإنه كان شديدًا على المبتدعة.
إن حمادًا كان يحدث بحديث نزول الرب عز وجل، فقال: من رأيتموه يُنكر هذا فاتهموه ... قال يونس النحوي: منْ حماد بن سلمة تعلمت العربية ورثاه يحيى اليزيدي النحوي بمرثيه قال فيها:
يا طالب النحو ألا فابكه ... بعد أبي عمرو وحماد".
وقال أيضًا: "وكان حماد يمر بالحسن البصري في المسجد فيدعه ويذهب إلى أصحاب العربية ليتعلم منهم " أ. هـ.
* تاريخ الإسلام: "وقال شهاب بن معمر البلخي: كان حماد بن سلمة يُعَدُّ من الأبدال، وقال غيره. كان إمامًا رأسًا في العربية فقيهًا فصيحًا، بليغًا، كبير القدر، شديدًا على المبتدعة، صاحب أثر وسنة. له تصانيف قال حمّاد بن زيد: ما كنا نرى أحدًا بنيّة غير حمّاد بن سلمة، وما نرى اليوم من يعلم بنيّته غيره" أ. هـ.
* تقريب التهذيب: "ثقة عابد أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه بآخره من كبار الثامنة" أ. هـ.
* الأعلام: "كان حافظًا ثقة مأمونًا إلا أنه لما كبر ساء حفظه فتركه البخاري ... قال ابن نصر: هو أول من صنّف التصانيف المرضية" أ. هـ.
من أقواله: السير: "إذا دعاك الأمير لتقرأ عليه (قل هو الله أحد) فلا تأته ... من طلب الحديث لغير الله تعالى، مُكِر به" أ. هـ.
قلت: ونذكر فائدة ذكرها الذهبي في السير حيث قال: "ألطف عبد الله بن معاوية الجهمي حيث قال: حدثنا حماد بن سلمة بن دينار وحماد بن زيد بن درهم، وفضل ابن سلمة على ابن زيد كفضل الدينار على الدرهم" أ. هـ.
وفاته: سنة (١٦٧ هـ) سبع وستين ومائة.
(١) درء تعارض العقل والنقل (٦/ ٢٦٢).