للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الاعتقاد، وله المصنفات الحسنة .. " أ. هـ.

* البغية: "آخر ما سمع منه: اللهم احشرني على مذهب أحمد بن حنبل" أ. هـ.

* قلت: والناظر في كتابه (معاني القرآن) يلاحظ أنه قد سلك مسلك الأشاعرة في عدة مواطن من كتابه ففي تعليقه على قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبِّكَ} قال: أي إلا أن تأتيهم ملائكة الموت {أَوْ يَأْتِيَ رَبِّكَ} ويأتي إهلاك ربك إياهم وانتقامه منهم انتهى (٢/ ٣٠٧)، وكذلك نراه يفسر معنى استوى في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال: قالوا معنى استوى استولى. والله أعلم انتهى (٣/ ٣٥٠)، والذي يدل عليه استوى في اللغة على ما فعله من معنى الاستواء.

ثم نراه في موطن آخر ينقل تفسير أهل اللغة بما يوافق ما ذهب إليه الأشعرية من بعده ثم يتجه بما يخالفه من قول السلف ولا يرجح أحدهما على الآخر، ومن ذلك ما نراه في معانيه (٥/ ٢١٠) يقول في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}: "معنى يكشف عن ساق في اللغة يكشف عن الأمر الشديد، قال الشاعر:

قد شمرت عن ساقِها فشدوا ... وجَدَت الحربُ بكم فَجَدّوا

والقوسُ فيها وترعرَدُ

وجاء في التفسير عن أحمد بن حنبل قال: ثنا أبي قال ثنا محمد بن جعفر يعني غندر عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال ابن عباس في قوله: إلا أن ذلك غير واضح في مذهبه، إذ أنه في مواضع كثيرة يقرر مذهب أهل السنة.

ثم أقول لقد ذكر في كتابه "سماء الله الحسنى، لمؤلفه عبد الله بن صالح الغصن ما أوله في بعض الصفات إليك نصه:

"إن الزجاج -رحمه الله- له بعض التأويلات في باب الصفات، أذكر منها على سبيل المثال:

[أ] تأويله صفة المحبة بقوله: "والمحبة من الله لخلقه: عفوه عنهم، وإنعامه عليهم برحمته، ومغفرته، وحسن الثناء عليهم". (١)

[ب] تأويله صفة اليد، فقال في تفسير قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوَطَتَانِ} [المائدة: ٦٤].

"المعنى: بل نعمتاه مبسوطتان، ونعم الله أكثر من أن تحصى .. وقيل: أي جواد" (٢).

[جـ]- تأويله صفة الرضا، فقال - في تفسير قول الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: ١٨]: "أي علم أنهم مخلصون" (٣).

[د]- نفي صفة علو الذات، فقال في تفسير اسم العلي: "الله تعالى عليٌّ على خلقه، وهو علي عليهم بقدرته، ولا يجب أن يذهب بالعلو إلى ارتفاع المكان ... " (٤).

وصرح - كذلك - في موضع آخر بقوله: "وليس المراد بالعلو: ارتفاع المحل؛ لأن الله يجل عن المحل والمكان، وإنما العلو علو الشأن، وارتفاع السلطان" أ. هـ.

وفاته: سنة (٣١١ هـ) وقيل (٣١٠ هـ)، وقيل (٣١٦ هـ) .. إحدى عشرة، أو عشر أو ست


(١) معاني القرآن وإعرابه (١/ ٣٩٧).
(٢) المصدر نفسه (٢/ ١٨٩).
(٣) المصدر نفسه (٥/ ٢٥).
(٤) تفسير أسماء الك الحسنى (ص ٤٨)، من كتاب "أسماء الله الحسنى" ط - الأولى (١٤١٧ هـ) - دار الوطن.