كان مؤرخنا رحمه الله تعالى مالك ناصية العلوم وفارس ميدانها، وحائز قصب السبق على حلبة رهانها.
وكان من أحسن الناس تدريسا، وذكر جماعة أنهم لم يروا مثله في حل المشكلات وتحقيق المعضلات، وصار عمدة في عدن هو وعصريّة محمد بن عمر باقضام المتوفى سنة (٩٥٢ هـ)، والفقيه محمد باقضام كان كثير الاستحضار للفروع، حسن التصرف فيها، لكن ليس له في غير الفروع يد، وأما صاحب الترجمة الشيخ الطيب بامخرمة .. فقد شارك في كثير من العلوم؛ كالتفسير والحديث والفقه والعربية، وكان يقول: إني أقرأ في أربعة عشر علما.
كان حسن السيرة والمحاضرة، لطيف المذاكرة، كثير الاستحضار لفروع الأحكام التي تخفى على كثير من العلماء الأعلام، وخصوصا في كتب الشيخين وغيرهما من المتأخرين.
صنف كتبا كثيرة، منها:
- «شرح صحيح مسلم»: قال الشلي في «السنا الباهر»(ص ٤٦٢، خ): (وصنف كتبا كثيرة، منها «شرح صحيح مسلم» غالب استمداده من «شرح الإمام النووي»، بل هو هو في الحقيقة مع زيادات وتحقيقات في بعض المواضع).
- «أسماء رجال مسلم»: لم نجد من تكلم عنه بشيء غير ذكرهم له بأنه من مؤلفات صاحب الترجمة.
- «النسبة إلى المواضع والبلدان»: هو معجم جغرافي مبني على نسبة الإنسان وغيره إلى البلدان أو الأمصار أو القرى أو الحصون أو الجبال أو الأنهار أو غير ذلك، وهو حافل بتراجم الرجال وذكر المشاهير، توسع فيه بإيراد الأقوال والأشعار، مضبوط بالنص على الحروف والحركات والأوزان، مفيد في بابه، ونقل عن مصادر بعضها مفقود اليوم، وقد طبع في مجلد فاخر، اعتنى به السيد عبد الله بن محمد الحبشي حفظه الله تعالى.
- «تاريخ ثغر عدن»: وهو كتاب لطيف، يتحدث عن تاريخ عدن حرسها الله تعالى، وقد جاء الكتاب على قسمين:
القسم الأول: في ذكر شيء مما جاء فيها من الآيات والأحاديث والآثار والأشعار وغير ذلك؛ من ذكرها وذكر سورها ومشهور دورها، وباب برّها، وما ينسب إليها مما هو حواليها من الأماكن والمواطن.