٧٨٢ - [أبو دلامة] (١)
زند بن الجون المعروف بأبي دلامة صاحب النوادر والطرف والحكايات والأدب.
حضر دفن ابنة عم المنصور والمنصور كئيب متألم لفقدها، فقال له: ما أعددت لهذا المكان؟ أي: القبر، قال: ابنة عم أمير المؤمنين، فضحك المنصور حتى استلقى، وقال: ويلك؛ فضحتنا بين الناس.
ودخل على المهدي بن المنصور عند قدومه من الري إلى بغداد للسلام والتهنئة بقدومه، فقال له المهدي: كيف أنت يا أبا دلامة؟ فقال: [من الكامل]
إني حلفت لئن رأيتك سالما ... بقرى العراق وأنت ذو وفر
لتصلين على الرسول محمد ... ولتملأن دراهما حجري
فقال المهدي: صلّى الله وسلم على الرسول، وأما الثانية .. فلا، فقال: جعلني الله فداك؛ إنهما كلمتان لا تفرق بينهما، قال: نملأ حجره دراهم، فقعد وبسط حجره، فملئ دراهم، وقال له: قم، قال: ينخرق قميصي يا أمير المؤمنين، فردها إلى الأكياس.
وكتب من بغداد إلى سعيد بن دعلج بالبصرة، وأرسل الكتاب مع ابن عم له وفيه: [من الوافر]
إذا جئت الأمير فقل سلام ... عليك ورحمة الله الرحيم
وأما بعد ذاك فلي غريم ... من الأعراب قبح من غريم
له ألف علي ونصف أخرى ... ونصف النصف في صك قديم
دراهم ما انتفعت بها ولكن ... وصلت بها شيوخ بني تميم
فسير إليه ابن دعلج ما طلب.
وكان المنصور قد أمر بهدم دور كثيرة منها دار أبي دلامة، فكتب إلى المنصور: [من الخفيف]
يا بن عم النبي دعوة شيخ ... قد دنا هدم داره وبواره
(١) «الأغاني» (١٠/ ٣٦٩٩)، و «المنتظم» (٥/ ٢٩٥)، و «معجم الأدباء» (٤/ ٢٦٩)، و «وفيات الأعيان» (٢/ ٣٢٠)، و «سير أعلام النبلاء» (٧/ ٣٧٤)، و «تاريخ الإسلام» (١١/ ٤١٥)، و «مرآة الجنان» (١/ ٣٤٠)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٢٧٣).