للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتسعين وست مائة، وتوفي الأشرف، فاتفق رأي الحاضرين على إخراج المؤيد من حبسه وتقليده الأمر، فاستدعي به من دار الإمارة، ونعي له أخوه، فترحم عليه واسترجع، ثم قلد الأمر، وأقعد على تخت الملك، وأمر بتجهيز أخيه وتنفيذ وصيته، واستولى على المملكة اليمنية بأسرها، وجرت أموره على السعد والتوفيق.

وكان غاية في الجود والشجاعة، فمن غرائب جوده أنه وهب خزانة عدن بأسرها لبعض خواصه، ومن غريب بأسه أنه أمر أن يطلق الأسد في مجلسه، فأطلق، فعضه، وأخذ المؤيد سيفا وجحفه (١)، وأقبل على الأسد، وأقبل عليه الأسد وبربر عليه، وما زال يداعبه ساعة من النهار حتى أمكنته الفرصة، فضربه بالسيف ضربة أخرج منها حشوته، وألقاه عقيرا.

ومن مآثره الدينية: المدرسة التي أنشأها بمغربة تعز، وأوقف عليها من الأطيان والبساتين والمياه والحوانيت والحمامات شيئا كثيرا، وكانت أيامه في اليمن من أحسن الأيام.

وتوفي في آخر يوم من القعدة، أو أول ذي الحجة من سنة إحدى وعشرين وسبع مائة، فكانت مدة ولايته نحوا من ست وعشرين سنة، ثم ولي ابنه المجاهد قطر اليمن في سنة وفاة أبيه.

٣٨٢١ - [عبد الله بن أسعد الحذيفي] (٢)

عبد الله بن أسعد أبو عمران الحذيفي، نسبة إلى قوم يقال لهم: الأحذوف بالفاء.

تفقه بالعماري، وسكن قرية الحصابيين.

وكان فقيها فاضلا، عظيم العبادة، صبورا على إطعام الطعام، مشهور الذكر، حسن المعاملة.

توفي سنة إحدى وعشرين وسبع مائة.


(١) الجحف: الضرب بالسيف.
(٢) «السلوك» (٢/ ٢٥٨)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٤٣٨)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٩٣)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥٤٠)، و «هجر العلم» (١/ ٤٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>