للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاس الجذامي المالكي، وست الشام خاتون بنت أيوب، أخت الملك العادل، توفيت بدمشق، ودفنت في مدرستها الشامية، وأبو الفرج عبد الله بن أسعد المعروف بابن الدهان الموصلي.

***

[السنة السابعة عشرة]

فيها: حصلت وقعة البرلّس بين الكامل والفرنج في شهر رجب، ونصر الله فيه المسلمين، وقتل من الملاعين عشرة آلاف، وانهزموا إلى دمياط (١).

وفيها: حج بالعراقيين مملوك الخليفة الناصر لدين الله، اشتراه بخمسة آلاف دينار، وكان معه تقليد بمكة لحسن بن قتادة، وكان أبوه قد مات في وسط العام، فجاءه بعرفات راجح بن قتادة وقال: أنا أكبر أولاد قتادة فولّني، فتوهم حسن أنه معزول، فأغلق أبواب مكة، فركب المملوك ليسكّن الفتنة وقال: ما قصدي قتال، فثار به العبيد والأوباش والأشرار، وحملوا، وانهزم أصحابه، فتقدم عبد، فعرقب فرسه (٢)، [فوقع]، فذبحوه وعلقوا رأسه، وأرادوا نهب العراقيين، فقام في ذلك أمير الشاميين المعتمد والي دمشق، ورد معه ركب العراق (٣).

وفيها: أخذت التّتار-بمثناة من فوق مكررة قبل الألف، وبعدها راء-كثيرا من البلدان، منها بخارى وسمرقند، ثم عبروا نهر جيحون، واستولوا على خراسان قتلا وسبيا وتخريبا إلى حدود العراق بعد أن هزموا جيوش خوارزم شاه ومزقوهم، ثم عطفوا على قزوين-وهي أكبر مدن تلك الجهة-فاستباحوها، ثم أذربيجان، وحاصروا تبريز وبها ابن البهلوان، فبذل لهم أموالا وتحفا، فرحلوا عنه، وحاربوا الكرج وهزموهم، ثم ساروا إلى مراغة وأخذوها بالسيف، ثم كروا نحو إربل، فاجتمع لحربهم عسكر العراق والموصل مع صاحب إربل فهابوهم، وعرجوا على همذان وأخذوها بالسيف وأحرقوها، ثم نزلوا على


(١) «الكامل في التاريخ» (٤٤/ ٣٦)، و «العبر» (٥/ ٦٤)، و «دول الإسلام» (٢/ ١٢٤)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٣٦)، و «غربال الزمان» (ص ٤٩٩)، و «شذرات الذهب» (٧/ ١٢٩).
(٢) عرقب فرسه: عطب عرقوبه، وعرقوب الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها.
(٣) «تاريخ الإسلام» (٤٤/ ٣٧)، و «العبر» (٥/ ٦٤)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٣٦)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>