للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ اليافعي: (وهذه العين التي أجرتها آثارها باقية، مشتملة على عمارة عظيمة يتنزه برؤيتها على يمين الذاهب إلى منى من مكة، ذات بنيان محكم في الجبال، تقصر العبارة عن وصف حسنه، وينزل الماء منه إلى مصنع تحت الأرض عميق ذي درج كثيرة جدا، لا يوصل إلى قراره إلا بهبوط كثير كالبئر، يسمونه: المظلمة، يفزع بعض الناس إذا نزل فيه وحده نهارا، فضلا عن الليل) اه‍ (١)

وعملت عقبه البستان، فقال لها وكيلها: يلزمك نفقة كثيرة، فقالت: اعمل ولو كانت ضربة فأس بدينار.

قالوا: وكان لها مائة جارية يحفظن القرآن، ولكل واحدة ورد غير القرآن، فكان يسمع في قصرها كدوي النحل من قراءة القرآن.

قال الطبري: (أعرس بها هارون سنة خمس وستين ومائة) اه‍ (٢)

وعاشت بعد الرشيد فوق عشرين سنة، وتوفيت سنة ست-أو سبع-عشرة ومائتين، ورئيت لها بعد موتها منامات تدل على حسن منقلبها، منها: ما ذكره القشيري في «رسالته»: (أنها رئيت في المنام فقيل لها: ما فعل الله بك؟ قالت: غفر لي، فقيل لها: بصدقاتك وفعلك للخير، وإجرائك الماء إلى مكة؟ قالت: أما إن تلك أموال رجعت إلى أربابها، ولكن غفر لي بنيتي) (٣).

١٠٦٠ - [حبّان بن هلال الباهلي] (٤)

حبان-بفتح المهملة، ثم موحدة-بن هلال الباهلي-ويقال: الكناني-البصري أبو حبيب.

سمع همام بن يحيى، وشعبة، وحماد بن سلمة وغيرهم.

وروى عنه أحمد الدارمي، وإسحاق بن منصور وغيرهما.

وتوفي في رمضان سنة ست عشرة ومائتين.


(١) «مرآة الجنان» (٢/ ٦٣).
(٢) «تاريخ الطبري» (٨/ ٣٥٩).
(٣) «الرسالة القشيرية» (٦١٤).
(٤) «طبقات ابن سعد» (٩/ ٣٠٠)، و «الجرح والتعديل» (٣/ ٢٩٧)، و «تهذيب الكمال» (٥/ ٣٢٨)، و «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ٢٣٩)، و «تاريخ الإسلام» (١٥/ ١٠١)، و «تذكرة الحفاظ» (١/ ٣٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>