للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على قتال صالح بن وصيف، وهم يقولون: قتل المعتز، وأخذ أموال الكتاب، وصاحت العامة: يا فرعون؛ جاءك موسى، واختبأ صالح بن وصيف، وهجم موسى بن بغا بمن معه على المهتدي بالله، وأركبوه فرسا، وانتهبوا القصر، ثم أدخلوا المهتدي دار ناجور-بالنون والجيم وآخره راء-وهو يقول: يا موسى؛ ويحك ما تريد؟ فقال موسى: وتربة المتوكل، لا ينالك سوء، ثم حلّفوه لا يمالئ صالح بن وصيف، وطلبوا صالحا؛ ليناظروه على أفعاله، وردوا المهتدي إلى داره، وبعد شهر ظفر بصالح فقتل، وخرج موسى بن بغا إلى الجبل ومعه بايكباك، فشيعهما المهتدي، ثم عاد بايكباك من الطريق إلى سر من رأى، فقبض عليه المهتدي وشغب عليه الأتراك، فاستشار المهتدي صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور فقال: يا أمير المؤمنين؛ هو حديث أبي مسلم مع المنصور، فلو فعلت ما فعل .. لسكتوا، فقتله ورمى برأسه إليهم، فجاشوا، والتحم الشر، وقامت الحرب التي أدت إلى قتل المهتدي، وبويع المعتمد (١).

وفي هذه السنة: وزر عبيد الله بن يحيى بن خاقان للمعتمد (٢).

وفيها: دخل عسكر صاحب الزنج الأهواز، وغلبوا عليها، وأسروا إبراهيم بن المدبر (٣).

وفيها: توفي إمام المحدثين وقدوة الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري صاحب «الصحيح»، وأبو عبد الله الزبير بن بكار القرشي الأسدي الزبيري، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وعيسى بن محمد الرملي، والخليفة المهتدي بالله محمد بن الواثق بالله هارون بن المعتصم محمد بن الرشيد العباسي.

***

[السنة السابعة والخمسون بعد المائتين]

فيها: وثب العلوي قائد الزنج والسودان على الأبلّة، فاستباحها وأحرقها وقتل بها نحو ثلاثين ألفا، فسار لحربه سعيد الحاجب، فالتقوا، فانهزم سعيد واستحر القتل بأصحابه،


(١) «تاريخ الطبري» (٩/ ٤٣٨)، و «المنتظم» (٧/ ٨٧)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٢٧٥)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٢٦).
(٢) «تاريخ الطبري» (٩/ ٤٧٤)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٢٨٨).
(٣) «تاريخ الطبري» (٩/ ٤٧٢)، و «المنتظم» (٧/ ٩٢)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٢٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>