للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخذ عنه فقهاء بزبيد وغيرهم، كالفقيه عمر بن عاصم، ويحيى بن زكريا وغيرهما.

وتوفي بزبيد في رجب سنة اثنتين وستين وست مائة، وقبر بباب القرتب.

وخلف أولادا أفقههم سليمان، تفقه في بدايته بالفقيه إسماعيل بن محمد الحضرمي، وأخذ عن أبي الخير بن منصور الشماخي وغيره.

وكان فقيها صالحا زاهدا، يقول الشعر، غالبه في مديح النبي صلّى الله عليه وسلم وفي الزهد، ومنه: [من الطويل]

سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ... ولا بد من زاد لكل مسافر

ولا بد في الأسفار من حمل عدة ... ولا سيما إن خفت سطوة قاهر

ولم أقف على تاريخ وفاته، فذكرته في طبقة أبيه.

٣١٢٩ - [أحمد بن محمد الوزيري] (١)

أحمد بن محمد بن الفقيه إبراهيم بن أسعد، الوزيري بلدا، الأنصاري الأوسي.

ولد سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة، ونشأ بالبادية، ولم يشتغل بشيء من العلوم حتى بلغ أربعين سنة، فوصل إلى ابن عمه أحمد بن عبد الله المذكور قبله، فلم يتركه يصافحه ولا يدنو منه، وطوى عنه حصير الصلاة، فقال: لم تفعل هذا يا بن عمي؟ فقال: لأنك جاهل لا تتحرز من نجاسة، ولا تجتنب ما ينبغي لك اجتنابه، فداخله من ذلك غيظ عظيم، فلحق بعبد الله بن محمد الجبائي بناحية جبا، فتفقه به، ثم عاد إلى ابن عمه، فأكمل عليه قراءته، وظهرت فائدته، فلما حج ابن عمه .. استنابه في تدريس الوزيرية كما تقدم، فأخذ عنه جماعة كابن النحوي، وابن البانة، وحسن بن علي الإبّي وغيرهم، وكان فقيها فاضلا.

ولم أتحقق تاريخ وفاته، وإنما ذكرته في هذه الطبقة؛ تبعا لابن عمه وشيخه (٢).


(١) «السلوك» (٢/ ١١٧)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ١٤٢)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ١٤٠)، و «تحفة الزمن» (١/ ٤٤٨)، و «المدارس الإسلامية» (ص ٤٨).
(٢) في «العقود اللؤلؤية» (١/ ١٤٣): توفي في سلخ ذي القعدة سنة (٦٦١ هـ‍).

<<  <  ج: ص:  >  >>