للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن تفقه عليه وروى عنه الشيخ شهاب أبو شامة، والإمام تقي الدين بن رزين، والعلامة شمس الدين ابن خلكان وغيرهم.

وجمع بعض أصحابه فتاويه في مجلد.

ولم يزل أمره جاريا على السداد وصلاح الحال، والاجتهاد في الاشتغال بما ذكرنا، والنفع إلى أن توفي بدمشق في ربيع الآخر من سنة ثلاث وأربعين وست مائة.

ودفن في مقابر الصوفية خارج باب النصر، رحمه الله، ومولده سنة سبع وسبعين وخمس مائة.

٢٩٨٩ - [أبو الحسن السخاوي] (١)

أبو الحسن علي بن محمد السخاوي الهمداني، المقرئ النحوي، الإمام العلامة.

أتقن علم القراءات على الإمام أبي القاسم الشاطبي بمصر، ثم انتقل إلى دمشق، وتقدم بها على علماء فنونه، وكان للناس فيه اعتقاد عظيم.

شرح «مفصل الزمخشري» في أربع مجلدات، وشرح «الشاطبية» للإمام المذكور، وكان يزدحم عليه الناس بجامع دمشق لأجل القراءة عليه بحيث لا يصح لواحد منهم نوبة إلا بعد زمان، كذا قال ابن خلكان (٢).

قال: (ورأيته مرارا يركب بهيمة وهو يصعد إلى جبل الصالحيين وحوله اثنان أو ثلاثة، وكل واحد يقرأ في وظيفته في موضع غير موضع الآخر، والكل في دفعة واحدة، وهو يرد على الجميع.

ولم يزل مواظبا على وظيفته إلى أن توفي بدمشق في سنة ثلاث وأربعين وست مائة وقد نيف على التسعين، ولما حضرته الوفاة .. أنشد لنفسه: [من السريع]

قالوا غدا تأتي ديار الحمى ... وينزل الركب بمغناهم

وكل من كان مطيعا لهم ... أصبح مسرورا بلقياهم


(١) «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٤٠)، و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ١٢٢)، و «تاريخ الإسلام» (٤٧/ ١٩٢)، و «العبر» (٥/ ١٧٨)، و «معرفة القراء الكبار» (٣/ ١٢٤٥)، و «الوافي بالوفيات» (٢٢/ ٩٤)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١١٠)، و «بغية الوعاة» (٢/ ١٩٢)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٣٨٥).
(٢) انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>