محمد بن عبد الله بن أبي بكر الريمي أبو عبد الله جمال الدين النزاري، شارح «التنبيه».
ولد طلوع شمس الأحد أول شعبان من سنة عشر وسبع مائة.
وتفقه بالقاضيين: علي بن محمد الناشري وعلي بن سالم الأبيني، والفقيهين:
أبي بكر بن جبريل ويوسف بن محمد الأكسع وغيرهما، وأخذ الحديث عن الحافظ إبراهيم بن عمر العلوي.
وكان إماما عالما، فصيحا منطقيا، محجاجا مناظرا، أوحد الفقهاء المبرزين، والعلماء المجودين، وإليه انتهت رئاسة الفتوى في جميع أقطار اليمن، وانتشر صيته في الأمصار، وكانت الرحلة إليه من سائر الأقطار، وقصد بالفتاوى من شاسع البلدان.
وتفقه به جمع كثير؛ كالفقيه علي بن عبد الله الشاوري، وإسماعيل بن أبي بكر المقرئ، وعلي بن محمد بن فخر، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي الخير، وعبد الله بن محمد الناشري، ووالده محمد بن عبد الله الناشري، وغيرهم من أهل تهامة، والفقيه أبو بكر بن محمد الخياط، وصالح بن محمد الدمتي، وعبد الرحمن بن أبي بكر الزوقري، ومحمد بن عمر العودري، وغيرهم من فقهاء الجبال، وما من هؤلاء إلا من رأس ودرس.
وله مصنفات مفيدة، منها «التفقيه شرح التنبيه» في أربعة وعشرين مجلدا، و «المعاني البديعة في اختلاف علماء الشريعة»، وكتاب في اتفاق العلماء، وآخر يسمى:«المصان» وله بحث حسن، واستدراك مستحسن.
وكان له الجاه العظيم عند الملوك فمن دونهم، خصوصا المجاهد؛ فإنه كان له عنده مكانة علية، أعطاه مرة أربعة شخوص من ذهب، وزن كل شخص منها مائتي مثقال، مكتوب على كل شخص منها:[من الطويل]
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها ... على الناس طرا قبل أن تتفلت
(١) «العطايا السنية» (ص ٦٢٠)، و «العقود اللؤلؤية» (٢/ ٢١٨)، و «طراز أعلام الزمن» (٣/ ٢٠٦)، و «الدرر الكامنة» (٣/ ٤٨٦)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٣١٩)، و «طبقات صلحاء اليمن» (ص ١٨٢)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥٥٥)، و «المدارس الإسلامية» (ص ٢٥٧).