للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأملت كفي، فوجدت فيها مكتوبا «لا إله إلا الله» سطر، و «محمد رسول الله» سطر آخر، فلما وفقه الله للحق، ومالت نفسه إلى مذهب الشافعي .. هم الإسماعيلية بقتله، فتقدم إلى القاضي يومئذ وهو عمر بن سعيد، وأخبره أنه يريد الدخول في مذهب أهل السنة، لكنه يخشى من الشيعة، فتقدم به القاضي إلى الأمير سنجر الشعبي، وأخبره بالقصة، فقال: من سكب عليه كوز ماء .. سكبنا عليه كوزا من دم، فتاب على يد القاضي بحضرة الأمير، وأخذ منهما العهود على حمايته ورعايته، فلما توثق منهما .. تظاهر بمذهب أهل السنة، وجعل يسب الشيعة ويذكر قبائح مذهبهم، فسعوا في هلاكه، فحماه الله منهم بالدولة) (١).

وكان مباركا زاهدا، ورعا قنوعا، يقال: إنه لازم الاعتكاف في جامع صنعاء أربعين سنة، وكان عارفا بالنحو واللغة، منتهيا في ذلك، قرأ كتب الحديث، وبعض كتب الفقه، و «بداية الهداية»، قال: رأيت بعد خروجي من مذهب الإسماعيلية في المنام كأن رجلين جميلين أتياني ومعهما شيء كالعطب المنفوش، فدساه في منخري حتى أفرغاه، فقصصت ذلك على السيد السراجي، فقال: ذاك الإيمان غرز في باطنك.

قال الخزرجي: (وله أرجوزة في معرفة ما يكتب بالظاء خاصة مفيدة، يقول في أولها:

يقول عبد المؤمن المستفتح ... بحمد رب العرش كيما ينجح

ثم الصلاة والسلام السرمدي ... على النبي المصطفى محمد

إني رأيت النطق بالظاءات ... ملتبسا بالنطق بالضادات

فاخترت ضبط الظاء حتى تعرفا ... والضاد بعد ليس فيه من خفا

وأتمها على هذا الأسلوب، ورتبها على ترتيب حروف المعجم) (٢).

ولم يزل على الطريق المرضي إلى أن توفي سلخ صفر سنة عشرين وسبع مائة.

٣٧٧٣ - [أحمد بن عبد الرحمن باعلوي] (٣)

أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن الشيخ الفقيه محمد بن علي باعلوي الشريف الحسيني، الفقيه الأجل، العالم العامل.


(١) «السلوك» (٢/ ٣٠٥).
(٢) «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٧٢).
(٣) «الجوهر الشفاف» (١/ ١٢٩)، و «تاريخ شنبل» (ص ١١٤)، و «المشرع الروي» (٢/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>