للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلا فخانتني القوافي وعاقني ... عن ابن عبيد الله ضعف العزائم

في قصيدة طويلة يقول فيها:

أرى دون ما بين الفرات وبرقة ... ضرابا يمشّي الخيل فوق الجماجم

وطعن غطاريف كأن أكفهم ... عرفن الردينيات قبل المعاصم

هم يحسنون الكر في حومة الوغى ... وأحسن منه كرّهم في المكارم

وهم يحسنون العفو عن كل مذنب ... ويحتملون الغرم عن كل غارم

حييون إلا أنهم في نزالهم ... أقل حياء من شفار الصّوارم

ولولا احتقار الأسد شبهتها بهم ... ولكنها معدودة في البهائم

وكان امتداحه له في ولايته الرملة.

وانقرضت الدولة الإخشيذية في سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة، ودخل إلى مصر رايات المغاربة الواصلين صحبة القائد جوهر، وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى (١).

١٥٢٤ - [الوزير العدل علي بن عيسى] (٢)

علي بن عيسى بن داود بن الجراح البغدادي الكاتب الوزير العدل، وزر مرات للمقتدر، ثم للقاهر، وكان دينا خيرا عالما محدثا عالي الإسناد.

روى عن أحمد بن بديل، والحسن الزعفراني، وطائفة.

وروى عنه جماعة آخرهم ابنه عيسى في «أماليه».

قيل: كان في الوزراء كعمر بن عبد العزيز في الخلفاء.

قال القاضي أحمد بن كامل: سمعت الوزير علي بن عيسى يقول: كسبت سبع مائة ألف دينار، أخرجت منها في وجوه البر ست مائة ألف وثمانين ألف دينار.

يحكى: أن بعض المضطرين من أهل الخير المعولين رأى النبي صلّى الله عليه وسلم في وقت ضرورة وهو يقول: إذا أصبحت .. فاذهب إلى الوزير علي بن عيسى وقل له:


(١) انظر (٣/ ١٨٧).
(٢) «تاريخ بغداد» (١٢/ ١٤)، و «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ١٠٦)، و «العبر» (٢/ ٢٤٤)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٣١٦)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٢٥٨)، و «شذرات الذهب» (٤/ ١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>