للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠٢٧ - [جمال الدين ابن مطروح] (١)

الأمير الصاحب جمال الدين ابن مطروح أبو الحسن (٢) يحيى بن عيسى المصري.

اتصل بخدمة السلطان الملك الصالح بن الملك الكامل بن الملك العادل بن أيوب وكان إذ ذاك نائبا عن أبيه بالديار المصرية، فلما اتسع ملك الكامل بالبلاد المصرية بل بالبلاد الشرقية .. ولاه نائبا عنه أيضا، وكان ابن مطروح في خدمته، ولم يزل يقرب منه ويحظى عنده إلى أن ملك دمشق، فرتب لها نوابا، وصار ابن مطروح في صورة وزير لها، ثم سيره مع عسكر إلى حمص لاستنقاذها من نواب الملك الناصر بن الملك العزيز، ثم بلغه أن الفرنج اجتمعوا بجزيرة قبرس على عزم قصد الديار المصرية، فسير إلى العسكر المذكور يعودون لحفظ الديار المصرية، فعادوا، وابن مطروح في الخدمة، والملك الصالح متغير عليه لأمور نقمها عليه، فواظب على الخدمة مع الإعراض عنه، ولما مات الملك الصالح .. وصل ابن مطروح إلى مصر وأقام بها في داره، ولم يزل ابن مطروح مطروحا من الولايات إلى أن مات سنة تسع وأربعين وست مائة (٣).

وكانت أوقاته جميلة، وخلاله حميدة، جمع بين الفضل والمروءة والأخلاق الرضية.

وله ديوان شعر، ومن جملته قوله من قصيدة: [من الكامل]

يا صاحبيّ ولي بجرعاء الحمى ... قلب أسير ما له من فاد

سلبته مني يوم بانوا مقلة ... مكحولة أجفانها بسواد (٤)

وله بيتان ضمنهما بيت المتنبي، وأحسن فيهما، وهما: [من الطويل]

إذا ما سقاني ريقه وهو باسم ... تذكرت ما بين العذيب وبارق


(١) «وفيات الأعيان» (٦/ ٢٥٨)، و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٧٣)، و «تاريخ الإسلام» (٤٧/ ٤٣٣)، و «العبر» (٥/ ٢٠٤)، و «مسالك الأبصار» (٢٧/ ٣٥٠)، و «العسجد المسبوك» (٢/ ٥٨٥)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١١٩)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢١٥)، و «السلوك» للمقريزي (ج /١ ق ٣٨٢/ ٢)، و «حسن المحاضرة» (١/ ٤٩٠)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٤٢٧).
(٢) كذا في «وفيات الأعيان» (٦/ ٢٥٨) و «مرآة الجنان» (٤/ ١١٩) و «حسن المحاضرة» (١/ ٤٩٠)، وفي «تاريخ الإسلام» (٤٧/ ٤٣٣) و «العسجد المسبوك» (٢/ ٥٨٥) و «السلوك» للمقريزي (ج /١ ق ٣٨٢/ ٢) و «شذرات الذهب» (٧/ ٤٢٧): (أبو الحسين).
(٣) في «البداية والنهاية» (١٣/ ٢١٥) توفي سنة (٦٥٠ هـ‍)، وفي «حسن المحاضرة» (١/ ٤٩٠) توفي سنة (٦٥٤ هـ‍).
(٤) «ديوان ابن مطروح» (ص ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>