للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأمر الله محمد بن الناصر لدين الله بن المستضيء بأمر الله، والإمام الجليل أبو القاسم الرافعي عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم رحمه الله تعالى ونفع به، آمين.

***

[السنة الرابعة والعشرون]

فيها: جاء الخبر إلى السلطان جلال الدين وهو بتوريز أن التتار قصدوا أصبهان وبها أهله، فسار إليها وتأهب للملتقى، فالتقى الجمعان في رمضان من السنة المذكورة، فكسرت ميمنة جلال الدين ميسرة التتار، ثم حملت ميسرته على ميمنة التتار فطحنتها أيضا، وتباشر الناس بالنصر، فخذله أخوه غياث الدين وولى، ثم كرت التتار مع كمينها، وحملوا حملة واحدة كالسيل، وقد أقبل الليل، فزالت الأقدام، وقتلت الأمراء، واشتد القتال، وتداعى بنيان جيش جلال الدين، وثبت هو في طائفة يسيرة، وأحيط به فانهزم، وطعن طعنة لولا الأجل .. لتلف، وتمزق جيشه إلا أن ميمنته صالت على ميسرة التتار حتى ولوا، فتبعت أقفيتهم، وما رجعوا إلا بعد يومين، ولم يسمع بمثل ذلك في الملاحم من انهزام كلا الفريقين (١).

وفيها: مات طاغية التتار المسمى قبل الملك: تمرجين، وبعده: جنكز خان، وقاضي القضاة عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العلي بن علي المصري المعروف بابن السكري، والملك المعظم عيسى بن الملك العادل.

***

[السنة الخامسة والعشرون]

فيها: توفي العلامة الحسن بن إسحاق المعروف بابن الجواليقي، والمحدث الرحال أحمد بن تميم بن هشام الأندلسي، وأبو المعالي أحمد بن الخضر الصوفي المعروف بابن طاوس.

***


(١) «الكامل في التاريخ» (١٠/ ٤٢٤)، و «تاريخ الإسلام» (٤٥/ ٢٠)، و «العبر» (٥/ ٩٧)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٥٧)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ١٣٧)، و «شذرات الذهب» (٧/ ١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>