للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفقه بابن عمه الفقيه بكر، وسلك طريقه زهدا وورعا، حتى إنه أحيا عدة أراض في رأس وادي موزع كما فعل شيخه.

وكان يسكن قرية بقرب أرضه تعرف بالقحقح، بقافين مفتوحين بعد الأولى حاء مهملة ساكنة، وآخره حاء مهملة.

وامتحن بقضاء موزع، وكان غالب أحواله إنما يستنيب في القضاء رجلا سكن موزع، ومهما حصل له من جامكية .. صرفها فيما يتوجه عليه من الجور في أرضه (١)، ثم لنائبه في القضاء.

ولم يزل على الحال المرضي إلى أن توفي لنيف وسبعين وست مائة.

وخلفه ابنه عمر في قضاء موزع، فلما تحقق قاضي القضاة أنه غير صالح .. فصله بمحمد بن أبي الخير بن منصور الشماخي.

٣٢٠٢ - [عبد الوهاب العريقي] (٢)

الشيخ الكبير أبو محمد عبد الوهاب بن رشيد بن عزان العريقي.

كان رجلا رئيسا شجاعا، سمحا جوادا، وكانت العوادر كلها تحت يده، وكان يحمل للملوك إتاوة معروفة في كل سنة، وكان يفعل الخير كثيرا.

أنشأ مدرسة في حصن الظّفر، ووقف عليها وقفا جيدا، ودرس بها جماعة من الفضلاء، كالبهاء الجندي المؤرخ، وابن حمزة وغيرهما.

يحكى أنه كان ممتحنا بشرب الخمر لا يصحو عنه، فزار مرة الفقيه عمر بن سعيد العقيبي، وربط منديله في رقبته إلى رجل الفقيه وقال: لا أفتحه حتى تعطيني عهدا على التوبة، وذمة من الشراب، فتوقف الفقيه عليه ساعة يراوده على الترك فأبى، فأجابه إلى ما يريده، وعاهده على التوبة، وكان ذلك في شهر رمضان، فلما كان ليلة العيد .. نازعته نفسه إلى شرب شيء من الخمر، وكان قد ادخر شيئا منها، فأمر بإحضارها وتهيئة الموضع لذلك، فلما رفع الكأس إلى فمه .. إذ وقع على ظهره ضرب سياط كأنه النار، فرمى


(١) المراد: أنه صرفها في رسوم الضرائب.
(٢) «السلوك» (٢/ ٢٠٧)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ١٨٧)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٧٤)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥٠٩)، و «المدارس الإسلامية» (ص ١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>