للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله عنه قال لابنه يزيد: إني قد عهدت لك الأمر، وبايعت لك الناس إلا أربعة، وذكرهم وقال: أما الحسين .. فاستوص به خيرا لمكانته من رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأما عبد الله بن عمر .. فقد وقّذته العبادة؛ فليس له في الملك حاجة، وأما عبد الرحمن .. فمغرم بالنساء فأرغمه بالمال، وأما الأسد الجاثم الذي يروغ روغان الثعلب، فإن وجد فرصة وثب وثبة الأسد .. فذاك ابن الزبير؛ فاحذره، وحرّضه على قتاله.

واتفق في أيام يزيد خصلتان بغّضته للمسلمين: في أول أيامه قتل الحسين بن علي، وفي آخرها وقعة الحرة.

وتوفي بدمشق سنة أربع وستين، وعهد بالأمر إلى ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية في ربيع الأول من السنة المذكورة.

وفي «تاريخ اليافعي»: (أنه توفي وله ثمان وستون سنة)، وذلك يقتضي أنه ولد قبل الهجرة بثمان سنين، ولا شك في وهم ذلك، وما أظنه بلغ الأربعين سنة (١).

٣٦٣ - [معاوية بن يزيد] (٢)

معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

بويع له بعد وفاة أبيه بالعهد من أبيه، فمكث في الولاية شهرين أو أقل، ومات وكان يذكر فيه الخير.

قيل له لما حضرته الوفاة: ألا تستخلف؟ فامتنع، وقال: لم أصب حلاوتها، فلا أتحمل مرارتها.

وتوفي سنة أربع وستين عن إحدى وعشرين.


(١) في النسخة التي بين أيدينا من «تاريخ اليافعي» (١/ ١٣٩): (توفي وله ثمان وثلاثون سنة)، وعليه: فيكون قد ولد سنة (٢٦ هـ‍)، وهو الصواب كما صرح به الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» (٥/ ٢٧١).
(٢) «تاريخ الطبري» (٥/ ٥٠١)، و «تاريخ دمشق» (٥٩/ ٢٩٦)، و «المنتظم» (٤/ ١٨٩)، و «الكامل في التاريخ» (٣/ ٢٢٥)، و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ١٣٩)، و «تاريخ الإسلام» (٥/ ٢٥٠)، و «البداية والنهاية» (٨/ ١٣٦)، و «النجوم الزاهرة» (١/ ١٦٣)، و «شذرات الذهب» (١/ ٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>