للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فارس، ولكنه أدار المكوس والجبايات بدمشق، واعتذر بقلة المال، وخرب بانياس وبعض البلاد مما يلي تلك الجهة، وكانت قفلا للشام، وزعم أنه فعل ذلك؛ خوفا من استيلاء الفرنج، وكذلك خرب قلعة منيعة كان أنشأها على الطور، وعجز عن حفظها؛ لاحتياجه إلى المال والرجال (١).

وفيها: توفي الملك العادل سيف الدين محمد بن الأمير نجم الدين أيوب، أخو السلطان صلاح الدين، والملك القاهر مسعود بن أرسلان شاه بن مسعود الأتابكي صاحب الموصل، والملك الغالب عزّ الدين كيكاوس صاحب الروم، والحافظ أبو العباس أحمد بن أحمد البندنيجي محدث بغداد، والفقيه أبو حامد محمد بن محمد بن محمد العميدي الحنفي السمرقندي، وأبو القاسم عبد الله بن الحسين الدامغاني، وأبو الفتوح محمد بن محمد بن محمد القرشي التيمي البكري الصوفي، وأم المؤيد زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الجرجاني المعروف بالشّعري.

***

[السنة السادسة عشرة]

في أولها: خرب الملك المعظّم سور بيت المقدس؛ عجزا وخوفا من الفرنج أن تملكه، فتشتّت أهله وتضرروا، وكان هو مع أخيه الكامل في كشف الفرنج عن دمياط، وتمت لهم وللمسلمين حروب وقتال كثير، وجدّت الفرنج في محاصرة دمياط، وعملوا عليهم خندقا كبيرا، وثبت أهل البلد ثباتا لم يسمع بمثله، وكثر فيهم القتل والجراح، ثم عدمت الأقوات، فسلموها بالأمان، وتسارعت الفرنج من كل فج عميق، وشرعوا في تحصينها، وأصبحت دار هجرتهم، وترجّوا بها أخذ ديار مصر، وأشرف الإسلام على الانكسار والإدبار، وأقبل أعداء الله من المشرق والمغرب، وأقبل المصريون على الجلاء، فثبتهم الكامل إلى أن سار أخوه الأشرف (٢) كما سيأتي في سنة ثمان عشرة (٣).

وفيها: توفي أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري، وأبو محمد عبد الله المعروف بابن


(١) «تاريخ الإسلام» (٤٤/ ٢٠)، و «العبر» (٥/ ٥٣)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٩)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ٩٣).
(٢) «تاريخ الإسلام» (٤٤/ ٢٥)، و «العبر» (٥/ ٥٩)، و «دول الإسلام» (٢/ ١٢٢)، و «مسالك الأبصار» (٧٢/ ٢٣٥)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٣١)، و «غربال الزمان» (ص ٤٩٨)، و «شذرات الذهب» (٧/ ١١٨).
(٣) انظر (٥/ ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>