للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان حسن السياسة في القضاء، لينا من غير ضعف، شديدا من غير عنف مع صيام وقيام وكثرة تلاوة، محبا للسنة، مجانبا لأهل البدعة، وكانت جامكيته وجامكية القضاة قبله من جزية اليهود، فلما مات .. أخذ بنو عمران الجزية إليهم، وجعلوا لكل حاكم جامكية في الوقف، وربما جعلوه من مال الديوان، فصار الحكام يأخذون ما لا يجوز لهم أخذه، ويمنعون مما يتوجه لهم.

ومن غريب ما اتفق له أنه كان قاعدا في دار الإمارة بصنعاء مع جماعة فيهم الأمير الشعبي والأمير محمد بن حاتم وأخوه علي بن حاتم وغيرهم، فانهدمت الدار عليهم، فمات الجميع بالهدم ولم يخرج سالما إلا القاضي عمر المذكور والأمير محمد بن حاتم.

وكان القاضي عمر يقول: لما تهورت الدار .. رأيت رجلا كبير القدر قد التقى عني خشبة وسجفا سقفهما علي، فلم يصلني الهدم، فقلت له: من أنت الذي منّ الله عليّ بك في هذا الوقت؟ فقال: إبراهيم الخليل.

وتوفي على القضاء بصنعاء سنة خمس وثمانين وست مائة تقريبا رحمه الله.

٣٣١٦ - [الشهاب الخيمي] (١)

الشهاب محمد بن عبد المنعم بن محمد بن الخيمي الأنصاري اليمني ثم المصري، الصوفي الشاعر، المحسن، حامل لواء النظم في وقته.

سمع «جامع الترمذي» من علي بن البناء، وأجاز له عبد الوهاب بن سكينة.

توفي في شهر رجب من سنة خمس وثمانين وست مائة عن اثنتين وثمانين سنة أو أكثر.

٣٣١٧ - [أبو اليمن ابن عساكر] (٢)

عبد الصمد بن عبد الوهاب بن زين الأمناء بن عساكر الدمشقي المكي، الإمام العالم الزاهد المحدث الماهر.


(١) «تاريخ الإسلام» (٥١/ ٢٣٦)، و «العبر» (٥/ ٣٥٤)، و «الوافي بالوفيات» (٤/ ٥٠)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٦٨٦).
(٢) «تاريخ الإسلام» (٥١/ ٢٦٨)، و «الوافي بالوفيات» (١٨/ ٤٤٧)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٠٢)، و «المنهل الصافي» (٧/ ٢٦٦)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٦٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>