وأما روبة بسكون الواو: فخميرة اللبن، والحاجة، يقال: فلان لا يقوم بروبة أهله؛ أي: بما أسند إليه من حوائجهم، والروبة أيضا: جمام ماء الفحل، كما قاله يونس بن حبيب النحوي.
٧٢٣ - [عبد الله عم السفاح](١)
عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، عم السفاح والمنصور.
لما بويع السفاح .. قدم عمه المذكور لحرب مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية، فهزمه ثم حاصر دمشق حتى أخذها قهرا، ثم قتل مروان وخلقا كثيرا من بني أمية، وإليه صارت خزائن بني أمية بأجمعها، ولما علم بموت السفاح .. بايع لنفسه، وزعم أن السفاح عهد إليه، وأقام شهودا بذلك، فبايعه الناس بخراسان، وكان أبو جعفر المنصور غائبا بمكة، فلما وصل إلى الكوفة .. جهز إليه أبا مسلم الخراساني صاحب الدعوة، فاقتتلوا وانهزم عبد الله بن علي إلى البصرة وبها إخوانه، فسعوا بينه وبين المنصور بالصلح، واشترط لنفسه شروطا كتبت في كتب الصلح، وكتب في آخره: أن المنصور إذا لم يف بشيء من ذلك .. فالمسلمون بريئون من بيعته، وكان ذلك على المنصور أشق ما كتب، فقال لهم المنصور: عليّ ذلك جميعه لعمي إذا وقعت عيني عليه، فلما أتوا إلى المنصور، وصار في صحن الدار قبل أن يقع نظر المنصور عليه ..
أمر من أخذه منهم وخدشه، فكان المنصور يتحيل بكل ممكن في قتله على وجه لا ينسب إليه أنه قتله بغير حق، فلم يتأت له ذلك، فبنى بيتا وجعل أساسه قطع الملح، وحبسه فيه، ثم أجرى الماء على الأساس حتى ذاب الأساس وانهدم السجن عليه فمات، وذلك في سنة سبع وأربعين ومائة.
وكان من رجال الدهر رأيا وأدبا ودهاء وحزما وشجاعة ونجدة وعزما.
(١) «المعارف» (ص ٣٧٥)، و «تاريخ الطبري» (٨/ ٧)، و «المنتظم» (٥/ ١٦٤)، و «الكامل في التاريخ» (٥/ ١٥٢)، و «سير أعلام النبلاء» (٦/ ١٦١)، و «تاريخ الإسلام» (٩/ ١٩٥)، و «الوافي بالوفيات» (١٧/ ٣٢١)، و «فوات الوفيات» (٢/ ١٩٢).