للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء عنه أنه قال: لولا ذكر الله تعالى قوم لوط في القرآن .. ما ظننت أحدا يفعله.

وتوفي في النصف من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، فمدة ولايته تسع سنين وثمانية أشهر.

وكان فاحش اللحن، وهو أول من عظم الكتب، وكتب في الطوامير، وحلل الخط، وقال: لا تكون كتبي مثل كتب الناس، ونهى أن يتكلم بما لا يريد.

وفي عمره اختلاف من اثنين وأربعين إلى ست وأربعين.

٤٧٣ - [قتيبة بن مسلم الباهلي] (١)

قتيبة بن مسلم الباهلي أمير خراسان، وليها عشر سنين.

وكان بطلا شجاعا شهما مقداما، هزم الكفار غير مرة، وافتتح خوارزم وسمرقند وبخارى وقد كانوا كفروا، وافتتح فرغانة.

ولما مات الوليد بن عبد الملك وولي أخوه سليمان .. خافه قتيبة، فخرج عليه وأظهر الخلاف، وكان قتيبة قد عزل وكيع بن أبي سود عن ولاية بني تميم فحقد عليه وكيع، فلما أظهر قتيبة الخلاف .. سعى وكيع في تأليب الجند سرا، ثم خرج على قتيبة فقتله مع أحد عشر رجلا من أهله، وفي قتله يقول جرير: [من الطويل]

ندمتم على قتل الأغر بن مسلم ... وأنتم إذا لاقيتم الله أندم

لقد كنتم من غزوة في غنيمة ... وأنتم لمن لاقيتم اليوم مغنم

على أنه أفضى إلى حور جنة ... وتطبق بالبلوى عليكم جهنم

قال الأصبهبذ يوما لرجل من العرب: يا معشر العرب؛ قتلتم قتيبة ويزيد بن المهلب وهما سيدا العرب؟ ! قال: نعم، فأيهما كان أهيب في صدوركم، وأعظم قدرا عندكم؟ فقال له الأصبهبذ: لو كان قتيبة بالمغرب بأقصى حجرته مكبلا بالحديد ويزيد معنا في بلادنا وال علينا .. لكان قتيبة أهيب في صدورنا، وأعظم من يزيد.


(١) «المعارف» (ص ٤٠٦)، و «تاريخ الطبري» (٦/ ٥٠٦)، و «المنتظم» (٤/ ٤٩٠)، و «الكامل في التاريخ» (٤/ ٧٢)، و «وفيات الأعيان» (٤/ ٨٦)، و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٤١٠)، و «تاريخ الإسلام» (٦/ ٤٥٤)، و «مرآة الجنان» (١/ ١٩٩)، و «البداية والنهاية» (٩/ ١٩٨)، و «النجوم الزاهرة» (١/ ٢٣٣)، و «شذرات الذهب» (١/ ٣٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>