للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وهو من بيت العلم-وأطنب المدح في أبيه وعمه وجده-قال: ولو شرعت في وصف محاسنه .. لأطلت، وفي هذا [القدر] كفاية.

وقال غيره: عاش أبوه بعده سبع عشرة سنة) اه‍ (١)

قال الشيخ اليافعي: (أما إطنابه في محاسنه .. فالمحاسن لها وجوه متعددة، فأثنى عليه بما شاهده منها فيه، وأما مدحه لكتابه «شرح التنبيه» .. فغير جدير بمدحه المذكور، فهو خال من التفصيل والتفريع والفوائد الموجودة في غيره، كشرح الإمام الفقيه ابن الرفعة الذي هو جدير بالمدح الكامل؛ لما تضمنه من الفوائد العقائل، وأما مدحه لإلقاء الدرس وأنه ما سمع مثله في الإلقاء المذكور .. فهو محتمل، ويكون ذلك بحسن سياقه، وتصرفه في المباحث وظرافته، ومزجه بالاستعارات المستحسنة والنوادر المستطرفة، وغير ذلك مما يطرب السامع، والمدح بذلك من مثل ابن خلكان ثناء عظيم، لصاحبه رافع) اه‍ (٢)

٢٨٦٥ - [الملك الأفضل بن صلاح الدين] (٣)

الملك الأفضل علي بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب الأيوبي.

لما مات أبوه .. تسلطن بدمشق، وتملك أخوه العزيز الديار المصرية، وأخوهما الظاهر حلب، وجرت للأفضل مع أخيه العزيز وقائع، آخر الأمر أن العزيز وعمه العادل حاصرا دمشق، وأخذاها من الأفضل، وأعطياه صرخد، ثم إن العادل استولى على مصر بعد موت العزيز، ودفع للأفضل عدة بلاد بالمشرق، ولم يحصل له إلا سميساط، فأقام بها إلى أن توفي سنة اثنتين وعشرين وست مائة.

وكان في الأفضل فضيلة ونباهة، يحب العلماء ويعظم حرمتهم، وفيه عدل وحلم وكرم.

سمع من جماعة، وله شعر وترسل وجودة كتابة، ومن شعره ما كتبه إلى الإمام الناصر


(١) «مرآة الجنان» (٤/ ٥٠)، وانظر «وفيات الأعيان» (١/ ١٠٨)، وقوله: (وقال غيره) هو الذهبي في «العبر» (٥/ ٨٩).
(٢) «مرآة الجنان» (٤/ ٥١).
(٣) «الكامل في التاريخ» (١٠/ ٣٩٠)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ٤١٩)، و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٢٩٤)، و «تاريخ الإسلام» (٤٥/ ١٢٣)، و «العبر» (٥/ ٩١)، و «الوافي بالوفيات» (٢٢/ ٣٤٢)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٥٢)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ١٢٧)، و «شذرات الذهب» (٧/ ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>