جنون منك أن تسعى لرزق ... ويرزق في غشاوته الجنين
توفي سنة سبع وستين وخمس مائة.
٢٥٠٢ - [ابن الخشاب البغدادي] (١)
أبو محمد عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشاب البغدادي النحوي، العلامة المحدث.
أخذ العربية عن أبي السعادات بن الشجري، وابن الجواليقي.
وأتقن النحو واللغة والتصريف، والنسب والفرائض، والحساب والهندسة، وسمع الحديث فأكثر، وكتب بخطه المليح «شرح اللمع» لابن جني و «الجمل» لعبد القاهر الجرجاني، ولم يكملهما.
وكان إليه المنتهى في حسن القراءة وسرعتها وفصاحتها، وكان فيه بذاذة، وقلة اكتراث بالمأكل والملبس، وما تأهل قط ولا تسرى، وكان مع ذلك ظريفا مزاحا.
وله شعر قليل، ومنه لغز في كتاب: [من الطويل]
وذي أوجه لكنه غير بائح ... بسرّ وذو الوجهين للسر مظهر
تناجيك بالأسرار أسرار وجهه ... فتسمعها بالعين ما دمت تنظر
وهذا المعنى مأخوذ من قول المتنبي في ابن العميد: [من الكامل]
خلفت صفاتك في العيون كلامه ... كالخط يملأ مسمعي من أبصرا
توفي في سنة سبع وستين وخمس مائة.
وكان بينه وبين العماد صحبة ومكاتبات، قال العماد: فلما مات .. رأيته في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: خيرا، فقلت: فهل يرحم الله الأدباء؟ قال: نعم، قلت:
وإن كانوا مقصرين؟ قال: يجري عتاب كثير يكون بعده النعيم.
قال الشيخ عبد الله اليافعي: (هذا للمقصرين في الخيرات لا للعاصين من أولي
(١) «المنتظم» (١٠/ ٥٠٦)، و «معجم الأدباء» (٤/ ٣٦٠)، و «الكامل في التاريخ» (٩/ ٣٧٠)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ١٠٢)، و «العبر» (٤/ ١٩٦)، و «الوافي بالوفيات» (١٧/ ١٤)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٣٨١)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٧٨٩).