للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين كتفيه وقال له: «إن فتح الله عليك .. فتزوج ابنة ملكهم» أو قال: «شريفهم»، فتزوج بنت شريفهم بنت الأصبغ، وهي تماضر، فولدت له أبا سلمة (١).

وكان كثير الإنفاق في سبيل الله، أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا، وتصدق على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف، ثم بأربعين ألفا، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم بخمس مائة فرس، ثم بخمس مائة راحلة، وكان عامة ماله من التجارة، وأوصى لأمهات المؤمنين بحديقة بيعت بمائة ألف.

قلت: والذي وقفت عليه في غالب كتب التواريخ بيعت بأربع مائة ألف، والله أعلم.

وأوصى لمن بقي من أهل بدر وكانوا مائة رجل لكل رجل بأربع مائة دينار فأخذوها، وأخذ عثمان فيمن أخذ، وأوصى بألف فرس في سبيل الله، وخلف ألف بعير ومائة فرس وثلاثة آلاف شاة، ومن الذهب شيء عظيم كسر بالفئوس حتى مجلت أيدي الرجال منها (٢)، وكان له أربع نسوة صولحت إحداهن عن نصيبها على ثمانين ألفا.

توفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: إحدى وثلاثين، وقيل: غير ذلك، رضي الله عنه.

٢٣٥ - [أبو الدرداء] (٣)

أبو الدرداء، اسمه: عويمر-أو عامر-ابن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي.

أسلم بعد الهجرة، واختلف في شهوده أحدا، وشهد ما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

وكان فقيها حكيما زاهدا، آخى صلّى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان، وحديث زيارة سلمان له في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم مشهور (٤).


(١) أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (٣/ ١٢٠).
(٢) مجلت: نفطت.
(٣) «طبقات ابن سعد» (٩/ ٣٩٥)، و «معرفة الصحابة» (٤/ ٢١٠٢)، و «الاستيعاب» (ص ٥١٧)، و «أسد الغابة» (٤/ ٣١٨)، و «سير أعلام النبلاء» (٢/ ٣٣٥)، و «تاريخ الإسلام» (٣/ ٣٩٨)، و «مرآة الجنان» (١/ ٨٨)، و «الإصابة» (٣/ ٤٦)، و «شذرات الذهب» (١/ ١٩٦).
(٤) أخرجه البخاري (١٩٦٨)، والترمذي (٢٤١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>