للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان يشرح أحوال القوم، ويتطيلس ويلبس لباس العلماء، ويركب البغلة، وترفع بين يديه الغاشية على ما نقله بعض العلماء في تصنيفه.

ومن كراماته ما روى بعض أصحابه وهو الشيخ أبو محمد عبد الله بن مسعود المعروف بالرومي قال: مررت مرة مع شيخنا أبي النجيب بسوق السلطان ببغداد، فنظر إلى شاة مسلوخة معلقة عند جزار، فوقف عنده، وقال له: إن هذه الشاة تقول لي إنها ميتة، فغشي على الجزار، فتاب على يد الشيخ المذكور، وأقر بصحة قوله.

وله كرامات أخرى وكلام نفيس.

توفي سنة ثلاث وستين وخمس مائة.

٢٤٨١ - [القاضي الرشيد الغساني] (١)

القاضي الرشيد أحمد بن القاضي الرشيد علي بن القاضي الرشيد إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الزبير الغساني الأسواني.

كان أوحد عصره في علم الشرع والشعر والرياضيات والأدب والهندسة، وكان شاعرا فصيحا.

قدم رسولا من صاحب مصر إلى اليمن، فأقام به مدة، وانتفع الناس به وبعلمه، وصنف به «المقامات الحصيبية».

وله شعر حسن، ومنه قوله في السلطان علي بن حاتم الهمداني صاحب صنعاء: [من الطويل]

لئن أجدبت أرض الصعيد وأقحطوا ... فلست أخاف القحط في أرض قحطان

وقد كفلت لي مأرب بمآربي ... فلست على أسوان يوما بأسوان

وإن جهلت حقي زعانف خندف ... فقد عرفت فضلي غطارف همدان

توفي بمصر سنة ثلاث وستين وخمس مائة (٢).


(١) «معجم الأدباء» (٢/ ٣٧)، و «وفيات الأعيان» (١/ ١٦٠)، و «تاريخ الإسلام» (٣٩/ ١٤٧)، و «الوافي بالوفيات» (٧/ ٢٢٠)، و «بغية الوعاة» (١/ ٣٣٧).
(٢) في «معجم الأدباء» (٢/ ٣٨)، و «الوافي بالوفيات» (٧/ ٢٢٠): (قتل ظلما وعدوانا في محرم سنة ٥٦٢ هـ‍).

<<  <  ج: ص:  >  >>