للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحفظه، ونزل الباقون إلى مجلس المجاهد، فكسروا الأقفال، وحملوه بقيده، وأطلعوه الحصن، ثم أنزلوا المظفر، فحبسوه في الموضع الذي كان المجاهد محبوسا فيه، وذلك كله في شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة، وكان المنصور قد أرسل ولده الظاهر عبد الله بن أيوب إلى حصن الدملوة حافظا لها، فلما علم بقبض والده .. تغلب على الحصن، واستمال معظم العسكر، فانتشرت الفتن في البلاد كما سيأتي ذلك.

ولم يزل المنصور مسجونا في حصن تعز مع ابن أخيه المؤيد إلى أن توفي في شهر صفر من سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة.

٣٨٥٥ - [محمد بن حسان العمراني] (١)

محمد بن القاضي حسان بن أسعد العمراني.

كان رهينة بزبيد، فلما حبس أبوه بعدن في سنة أربع وسبع مائة .. حبس هو أيضا بزبيد في حبس ضيق، وكان كثيرا ما يرى خارج الحبس يصلي في المساجد، فلما بلغ المؤيد ذلك .. أمر بإطلاقه، وأسكنه دار عمه القاضي بهاء الدين، وجعل له رزقا يقتاته، فلما توفي المؤيد، وتولى المجاهد .. شفع فيه وفي إخوته الأمير شجاع الدين عمر بن يوسف، فأمر بإطلاقهم من زبيد، فسكنوا سهفنة، وفيها توفي محمد بن حسان في شهر صفر من سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة.

٣٨٥٦ - [علي ابن جبريل] (٢)

الإمام المفتي نور الدين علي بن يعقوب البكري الشافعي، وهو الذي آذى ابن تيمية، وأقدم على الإنكار الغليظ على الملك الناصر، وسلم من بطشه وفتكه، ولم يزد على الأمر بإخراجه من بلاده، وقيل: إنه أمر بقطع لسانه، فتلجلج، وظهر عليه الخوف، [فقال السلطان]: لو ثبت .. لكان عندي عظيم الشأن.

توفي كهلا في سنة أربع وعشرين وسبع مائة.


(١) «السلوك» (١/ ٤٢٩)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٣١٢)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٥٢)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٤٩)، و «هجر العلم» (٤/ ٢٠٧٦).
(٢) «الوافي بالوفيات» (٢٢/ ٣٣١)، و «أعيان العصر» (٣/ ٥٨١)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٧١)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (١٠/ ٣٧٠)، و «البداية والنهاية» (١٤/ ٥٣٠)، و «الدرر الكامنة» (٣/ ١٣٩)، و «حسن المحاضرة» (١/ ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>