للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى عنه البخاري، ومسلم وغيرهما.

وتوفي يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.

١١٦٣ - [علي بن زياد الكناني] (١)

أبو الحسن علي بن زياد الكناني، ويقال له: الزيادي نسبة إلى زياد-بالمثناة تحت-قال الجندي: (أظنها إلى أبيه المذكور)، وقال الخزرجي: (الظاهر أنها إلى جد له أعلى يسمى زيادا) (٢).

ولد على رأس ستين ومائة.

وكان فقيها صالحا، أخذ عن الفقيه أحمد الرعرعي، وعن أبي قرة موسى بن طارق الزبيدي، وشهر بصحبته، حتى كان لا يعرف حتى يقال: علي بن زياد صاحب أبي قرة.

وكان يسكن قرية من أعمال لحج يقال لها: الهذابي، بفتح الهاء والذال المعجمة، ثم ألف، ثم موحدة، ثم ياء النسب.

يروى: أن وادي لحج انقطع في بعض السنين، وللفقيه أرض في أعلى الوادي تعرف بالجرب-بكسر الجيم وسكون الراء ثم موحدة-وإذا بسحابة قد أقبلت، فصبت على أرض الفقيه ما أرواها كعادة الوادي، ثم قدم رجل غريب يسأل عن الفقيه، فأرسل إليه، فجعل يلازمه في الدعاء والتبرك، فسئل عن سبب ذلك فقال: كنت في البلد الفلانية؛ وإذ بي انظر إلى سحابة تسير وخلفها قائل يقول: اذهبي إلى الحج من أرض اليمن فاسقي أرض الفقيه الزيادي، ولم تزل هذه الأرض تعفى عن الخراج إلى أيام المظفر، فضرب عليها بعض المتصرفين الخراج عنادا، فعزم بعض ذرية الفقيه إلى الإمام أحمد بن موسى بن عجيل، وشكا عليه ذلك، فكتب ابن العجيل إلى المظفر يحقق له الأمر، وأخبره أن هذه الأرض لرجل من أكابر العلماء الصالحين، ولم تزل تعفى عن الخراج، فكتب لهم المظفر المسامحة، وهي معفاة إلى الآن.

وكان الفقيه مشقر المشهور بالفضل والصلاح إذا حصل عليه كرب .. قال لأصحابه:


(١) «السلوك» (١/ ١٤٦)، و «العطايا السنية» (ص ٤٤٢)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٢٨٢)، و «تحفة الزمن» (١/ ٩٩)، و «طبقات الخواص» (ص ٢١٧)، و «هجر العلم» (٤/ ٢٣٢٣).
(٢) «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٢٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>