للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقل للمطايا بعد فضل تعطلي ... وقل للرزايا كل يوم تجددي

وقال آخر: [من الطويل]

ولما رأيت السيف صبح جعفرا ... ونادى مناد للخليفة في يحيى

بكيت على الدنيا وأيقنت أنما ... قصارى الفتى فيها مفارقة الدنيا

وبالجملة: فمن أطال في ترجمة جعفر .. فقد قصر، وفيهم عبرة لمن اعتبر.

٨٩٧ - [يعقوب بن داود السلمي] (١)

يعقوب بن داود السلمي.

كان سمحا جوادا كثير البر والصدقة واصطناع المعروف، مقصودا ممدحا، مدحه أعيان شعراء عصره، نشأ في صنوف من العلوم.

ولما خرج إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأخوه محمد على المنصور في سنة خمس وأربعين ومائة .. كان يعقوب المذكور كاتبا لإبراهيم المذكور، ولما ظفر المنصور بإبراهيم .. حبس يعقوب المذكور في المطبق، فلما مات المنصور، وولي ابنه المهدي .. جعل يتقرب إليه حتى أدناه، وعلت منزلته، وعظم شأنه، فكان لا ينفذ شيء من الكتب للمهدي حتى يرد كتاب من يعقوب، ثم خرج كتاب المهدي إلى الديوان: أن أمير المؤمنين قد آخى يعقوب بن داود، فقال في ذلك سلم بن عمرو: [من البسيط]

قل للإمام الذي جاءت خلافته ... تهدى إليه بحق غير مردود

نعم القرين على التقوى أعنت به ... أخوك في الله يعقوب بن داود

ثم إن الوشاة والأعداء أكثروا الكلام فيه عند المهدي، وذكروا خروجه على المنصور مع إبراهيم بن عبد الله، فوجد المهدي في نفسه عليه، وأراد أن يمتحنه في ميله إلى العلوية، فقال له: هذا البستان-وأشار إلى بستان فيه صنوف من الأشجار-وهذه الجارية-وأشار إلى جارية عنده-لك، وأمرت لك بمائة ألف درهم، ولي إليك حاجة أحب أن تضمن لي قضاءها، فقال: السمع والطاعة، فقال له: قل: والله، قال: والله-ثلاث مرات-وقال


(١) «تاريخ بغداد» (١٤/ ٢٦٤)، و «المنتظم» (٥/ ٤٥٨)، و «الكامل في التاريخ» (٥/ ٣٢٥)، و «وفيات الأعيان» (٧/ ١٩)، و «سير أعلام النبلاء» (٨/ ٣٤٦)، و «تاريخ الإسلام» (١٢/ ٤٧١)، و «مرآة الجنان» (١/ ٤١٧)، و «البداية والنهاية» (١٠/ ٦١١)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٤٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>