للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٤ - [مرثد بن أبي مرثد] (١)

مرثد بن أبي مرثد-واسم أبي مرثد: كنّاز-الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، شهد مع أبيه بدرا، واستشهد يوم الرجيع، رضي الله عنه.

٩٥ - [خبيب بن عدي] (٢)

خبيب بن عدي بن مالك بن عامر، أخو بني جحجبا بن كلفة بن عمرو الأوسي.

شهد بدرا فقيل: إنه قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر، وخرج مع الرهط الذين بعثهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى الرجيع ليفقهوا رهط عضل والقارة (٣)، فخرج عليهم بنو لحيان من هذيل، وأحاطوا بهم وأسروا خبيبا، ثم باعوه بمكة من بني الحارث بن عامر بن نوفل، فحبسوه أياما في بيت ماويّة مولاة حجير بن أبي إهاب، قالت ماويّة: فلقد اطّلعت يوما عليه وإن في يده لقطفا من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم في أرض الله عنبا يؤكل، وإنما هو رزق رزقه الله خبيبا، ثم خرجوا به إلى التّنعيم ليقتلوه، فقال: دعوني أركع ركعتين، فصلاهما، ثم قال: لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعا من الموت .. لاستكثرت من الصلاة، فكان أول من سن الركعتين عند القتل للمسلمين، فلما رفعوه إلى الخشبة ليصلبوه-وهو أول مصلوب في الإسلام-قال: اللهم؛ إنا قد بلّغنا رسالة


(١) «سيرة ابن هشام» (٣/ ١٦٩)، و «طبقات ابن سعد» (٣/ ٤٥)، و «طبقات خليفة» (ص ٣٦)، و «الاستيعاب» (ص ٦٨٢)، و «أسد الغابة» (٥/ ١٣٧)، و «الإصابة» (٣/ ٣٧٨).
(٢) «سيرة ابن هشام» (٣/ ١٧٢)، و «طبقات ابن سعد» (٤/ ٣٠٨)، و «الاستيعاب» (ص ٢٠٩)، و «أسد الغابة» (٢/ ١٢٠)، و «سير أعلام النبلاء» (١/ ٢٤٦)، و «العقد الثمين» (٤/ ٣٠٥)، و «توضيح المشتبه» (٣/ ١٠٥)، و «الإصابة» (١/ ٤١٨).
(٣) حديث الرجيع في «البخاري» (٣٠٤٥) و (٤٠٨٦) وغيره، وقد سبق تخريجه في (ترجمة عاصم بن ثابت) (ص ٤٦)، وفيه: أن خبيب بن عدي هو الذي قتل الحارث بن عامر يوم بدر. قال الحافظ في «الفتح» (٧/ ٣٨١): (قوله: «وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر» كذا وقع في حديث أبي هريرة، واعتمد البخاري على ذلك، فذكر خبيب بن عدي فيمن شهد بدرا، وهو اعتماد متّجه، لكن تعقبه الدمياطي بأن أهل المغازي لم يذكر أحد منهم أن خبيب بن عدي شهد بدرا ولا قتل الحارث بن عامر، وإنما ذكروا أن الذي قتل الحارث بن عامر ببدر خبيب بن إساف، وهو غير خبيب بن عدي، وهو خزرجي، وخبيب بن عدي أوسي، والله أعلم. قلت: يلزم من الذي قال ذلك رد هذا الحديث الصحيح، فلو لم يقتل خبيب بن عدي الحارث بن عامر .. ما كان لاعتناء الحارث بن عامر بأسر خبيب معنى ولا بقتله، مع التصريح في الحديث الصحيح أنهم قتلوه به، لكن يحتمل أن يكون قتلوه بخبيب بن عدي؛ لكون خبيب بن إساف قتل الحارث، على عادتهم في الجاهلية بقتل بعض القبيلة عن بعض، ويحتمل أن يكون خبيب بن عدي شرك في قتل الحارث، والعلم عند الله تعالى).

<<  <  ج: ص:  >  >>