للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأبيات الأربعة التي في ترجمة علي بن جبلة؟ (١) فقال: أصلح الله الأمير، قد قلت فيك ما هو أحسن من هذا، قال: وما هو؟ فأنشده: [من مجزوء الرمل]

إنما الدنيا حميد ... وأياديه الجسام

فإذا ولى حميد ... فعلى الدنيا السلام

فتبسم ولم يرد جوابا، وأجمع من حضر المجلس من أهل المعرفة بالشعر أن هذا أحسن مما قاله في أبي دلف، فأعطاه وأحسن جائزته.

ومن قول علي بن جبلة في الأمير حميد المذكور: [من الوافر]

تكفّل ساكني الدنيا حميد ... فقد أضحوا له فيها عيالا

كأن أباه آدم كان أوصى ... إليه أن يعولهم فعالا

توفي حميد المذكور في عيد الفطر سنة عشر ومائتين، ورثاه علي بن جبلة المذكور بقصيدة يقول فيها: [من الطويل]

فأدبنا ما أدب الناس قبلنا ... ولكنه لم يبق للصبر موضع

ورثاه أبو العتاهية بقوله: [من الطويل]

أبا غانم أما فناك فواسع ... وقبرك معمور الجوانب محكم

وما ينفع المقبور عمران قبره ... إذا كان فيه جسمه يتهدم

قال الشيخ اليافعي: (لفظ «فناك» في أول البيت الأول ليس هو في الأصل المنقول منه، وإنما فيه: «دارك» وهو لا يتزن، فأبدلته ب‍ «فناك») (٢).

١٠٤٦ - [الأمير ابن حميد الطوسي] (٣)

محمد بن حميد الطوسي الأمير ابن الأمير.


(١) في الترجمة التي قبل هذه.
(٢) ذكره المصنف رحمه الله تعالى ضمن وفيات سنة (٢١٣ هـ‍) مع أنه توفي سنة (٢١٠ هـ‍)، وذلك لأن بينه وبين صاحب الترجمة المذكور قبله علاقة وثيقة، يتبين ذلك من خلال ترجمتيهما، وهو ما فعله اليافعي في «مرآة الجنان»، والله أعلم.
(٣) «المنتظم» (٦/ ٢٤٠)، و «الكامل في التاريخ» (٥/ ٥٦٠)، و «تاريخ الإسلام» (١٥/ ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>