للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩٨٨ - [ابن الصلاح] (١)

أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الكردي الشهرزوري المعروف بابن الصلاح، شيخ الإسلام تقيّ الدين.

كان أحد الفضلاء في التفسير والحديث والفقه، وأسماء الرجال وما يتعلق بعلم الحديث ونقل اللغة، وكانت له مشاركة في فنون عديدة.

قال ابن خلكان: (وهو أحد أشياخي الذين انتفعت بهم، قال: وكانت فتاويه مسددة، قال: وبلغني أنه درس جميع كتاب «المهذب» قبل أن يطلع شاربه) (٢).

تولى بالموصل الإعادة عند الشيخ عماد الدين بن يونس، ثم سافر إلى خراسان، وحصّل بها علم الحديث، ورجع إلى الشام، وتولى تدريس المدرسة الناصرية المنسوبة إلى الملك الناصر صلاح الدين بالقدس، وأقام بها مدة، وانتفع به الناس.

ثم انتقل إلى دمشق، وتولى تدريس الرواحية التي أنشأها أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد بن رواحة الحموي، وفوّض إليه الملك الأشرف بن الملك العادل تدريس دار الحديث التي بناها بدمشق، واشتغل عليه الناس بالحديث فيها ثلاث عشرة سنة.

وتولى تدريس مدرسة ست الشام زمرد خاتون بنت أيوب شقيقة شمس الدولة، وكان يقوم بوظائف الجهات الثلاث من غير إخلال بشيء منها، وكان على قدم حسن من العلم والدين.

صنف في علوم الحديث كتابا نافعا، وكذلك في مناسك الحج، جمع فيه أشياء حسنة يحتاج إليها، وله إشكالات على كتاب «الوسيط» في الفقه، وله «طبقات الشافعية»، اختصره الشيخ محيي الدين النووي، واستدرك عليه جماعة.

ومن مشاهير شيوخه الفخر ابن عساكر، وزين الأمناء، والمؤيد الطوسي، وابن سكينة وغيرهم.


(١) «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٤٣)، و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ١٤٠)، و «تاريخ الإسلام» (٤٧/ ١٨٤)، و «العبر» (٥/ ١٧٧)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٠٨)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ٣٢٦)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ١٩٨)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٣٨٣).
(٢) «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>