للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ملأ من الناس، فلما عرف ما فيها .. سكت، فلازمه الرسول بالجواب، فقال: ما لك عندي جواب، فرجع الرسول إلى أستاذه وأخبره بالقصة، فداخله من ذلك فزع عظيم، وأيقن بالعقاب الشديد من المكين، وأعيته الحيلة، فوقف في بيته يوما أو يومين، ثم سار إلى المكين لما يعتاده من الوصول إليه والانقياد لأمره، فلما دخل عليه .. بشّ به وآنسه من نفسه بخلاف ما يعتاده، فلما أراد الانصراف .. قال له: لا تعد إلى مثل ما فعلت، فما كل أحد يحتمل هذا، وكان له عند المنصور وجاهة عظيمة.

قال الجندي: (وأحسبه أدرك الدولة المظفرية) (١).

ولم يزل على أحسن سيرة إلى أن توفي.

ولم أقف على تاريخ وفاته، والله سبحانه أعلم.

٣١١٧ - [عبد الله ابن أبي عقامة] (٢)

عبد الله بن محمد بن القاضي أبي الفتوح عبد الله بن علي بن محمد بن علي بن أبي عقامة.

تفقه بالفقيه حسن الشيباني، فلما ندب القاضي أثير الدين الفقيه حسن قاضي زبيد في صدر دولة طغتكين بن أيوب وامتنع من القضاء .. استشاره القاضي أثير الدين فيمن يوليه مكانه، فأشار بالقاضي عبد الله المذكور لما قد خبره من دينه وفقهه، فولي القضاء في زبيد من جهة أثير الدين.

قال الجندي: (ولم يكن ثبتا في القضاء، فلما استمر الفقيه إسماعيل بن محمد الحضرمي في القضاء الأكبر، وتحقق منه ما يوجب العزل .. ترجح له عزله، فكتب إلى المظفر يخبره بذلك ويستشيره، فاستعطف المظفر قلب الفقيه إسماعيل، وكتب إليه:

يا سيدي؛ هو من بيت علم أنت تعلم حالهم وسابقتهم في هذا الشأن، فتصدق عليه بالعطف والصبر؛ كرامة لسلفه، وخرج الجواب مختوما معنونا بالقاضي، فظن الرسول أنه قاضي البلد، فذهب إليه، ففضه وقرأ كتاب الفقيه إسماعيل وجواب السلطان له، ثم


(١) «السلوك» (٢/ ٥٦٤).
(٢) «طبقات فقهاء اليمن» (ص ٢٤٧)، و «السلوك» (١/ ٣٨١)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٥٠)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٠٧)، و «هجر العلم» (١/ ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>