للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقيه أبي بكر بن جبريل، خيرا دينا، متواضعا، شريف النفس، معظما عند الناس.

كيد عند المجاهد بأنه يسعى في فساد ملكه، فكحله، ثم ندم على كحله لما تحقق براءة ساحته، فلما كحل .. انتقل من تعز، واستوطن زبيد ناشرا للعلم بها إلى أن توفي على رأس الستين، وقيل: اثنتين وستين وسبع مائة (١).

وممن تفقه به علي بن عبد الله الشاوري، ومحمد بن أحمد الميفعي، وأبو بكر بن علي الحضرمي المقرئ المعروف بأبي نافع، وغيرهم من أهل زبيد وغيرها.

٤٠٨٥ - [الحسن الحلبوبي] (٢)

الحسن بن عبد الله بن أبي السرور أبو محمد صاحب الحلبوبي-بضم الحاء المهملة، وسكون اللام، وضم الموحدة الأولى، وكسر الثانية، بينهما واو ساكنة، وآخره ياء النسب -قرية معروفة بين الجوة وعدن على يمين السائر إلى عدن.

تفقه بابن الأديب، ولما توفي ابن الحرازي حاكم عدن .. جعله ابن الأديب مكانه على قضاء عدن ونواحيها، ولما تغلب الملك الظاهر عبد الله بن المنصور أيوب على عدن ونواحيها .. جعله قاضي القضاة في البلاد التي تغلب عليها أجمع، فكان إذا خرج من عدن .. استناب بها ابن عمه سالم بن عمران بن أبي السرور.

وكان الحسن المذكور فقيها جليلا، فاضلا نبيلا، عالما عاملا، مشاركا في فنون كثيرة، وجيها نبيها، حسن السيرة، مرضي السريرة، جوادا، لا يرد من قصده خائبا.

ويقال: إنه أوتي الاسم الأعظم.

قال الخزرجي: (وحدثني من أثق به ممن يعرفه المعرفة التامة أنه قال لجلسائه يوما:

لولا مخافة صاحب الدولة .. لكنا نجعل هذا الجبل ذهبا أو فضة ينتفع به الناس، وأشار إلى جبل قريب من موضعه يسمى: البريج) (٣).

ولم يزل ساكنا بالحلبوب إلى أن توفي في شهر رجب سنة ستين وسبع مائة رحمه الله تعالى، آمين.


(١) في «العطايا السنية» (ص ٢٦٤)، و «العقود اللؤلؤية» (٢/ ١٠٢): توفي سنة (٧٥٦ هـ‍).
(٢) «السلوك» (٢/ ٣٩٨)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٣٢٨)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٣٦٤)، و «طبقات الخواص» (ص ١٢٤)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٥٠)، و «هجر العلم» (١/ ٤٨٠).
(٣) «طراز أعلام الزمن» (١/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>