أربع مائة، وذلك في يوم جمعة، فخطب بها للظافر عامر بن طاهر، واستجار المؤيد ببيت الشيخ الغزالي، ودخل الشيخ علي بن طاهر زبيد يوم السبت آمنا مطمئنا من غير حرب ولا قتال بتقدير العزيز العليم، ثم تدبير الأمير زين الدين المذكور.
وبالجملة: فكان للأمير المذكور الاجتهاد التام والقيام الكامل في أخذ زبيد للمشايخ بني طاهر، وكان ناصحا لهم، وصادقا معهم في الحروب وغيرها، ومع ذلك كله لم يكن عندهم محمولا على السلامة، وكان في أنفسهم-فيما بلغني-عليه شيء؛ لما حصل منه عليهم في أيام المسعود.
ولما ثارت الحرب بين المشايخ بني طاهر وبين صاحب صنعاء في رجب من سنة ثلاث وستين .. هجم جياش المذكور محطة صاحب صنعاء، وقتل من أصحابه جماعة، وأخذ خيلهم، ولما بلغ المشايخ انتزاع أبي دجانة للشحر من نائبهم .. تجهز الشيخ عامر بن طاهر إلى الشحر طريق البر في عسكر عظيم فيهم الأمير زين الدين المذكور، فافتتحها الأمير زين الدين المذكور بعد أن هرب أبو دجانة منها، وأرسل الأمير ولده علم الدين سليمان بن جياش بشيرا بالفتح، ورجع الأمير المذكور صحبة الشيخ عامر بن طاهر طريق البر إلى عدن، فلما وصل عدن .. بلغه أن صاحب صنعاء أخذ ذمار، فتوجه الظافر إلى ذمار، وصحبه الأمير زين الدين المذكور، فاستعاد ذمار من صاحب صنعاء في رجب من سنة ست وستين وثمان مائة.
وفي ذلك الشهر توفي الأمير زين الدين المذكور، ودفن بدمت رحمه الله.
وكان فارسا مقداما، شجاعا هماما، ميمون النقيبة، محمود الفعال، باذل النصيحة لمخدومه رحمه الله.
واستمر ولده علم الدين سليمان أميرا عوضه.
٤٢٦٨ - [عبد الله العيدروس](١)
الشيخ الكبير، الولي الشهير، الصالح العارف بالله الخبير، عبد الله بن أبي بكر بن
(١) «الجوهر الشفاف» (٢/ ١٤٥)، و «البرقة المشيقة» (ص ١٤٨)، و «الضوء اللامع» (٥/ ١٦)، و «تاريخ شنبل» (ص ١٩٠)، و «غرر البهاء الضوي» (ص ٥٦٠)، و «المشرع الروي» (٢/ ١٥٢)، و «تاريخ حضرموت» للحامد (٢/ ٧٥٧).