للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي بعض التواريخ: أن ياقوتا الحاجب قبض على علي بن عيسى في هذه السنة، وكان دائما يستعفي فلا يعفيه المقتدر، قال: وكانت وزارته هذه سنة وأربعة أشهر (١).اهـ‍

لكن قد تقدم في سنة اثنتي عشرة: أن علي بن عيسى كان في حبس ابن الفرات في المصادرة، فلما قدم مؤنس، وخاف ابن الفرات العزل، وأن يظهر المصادرون ما أخذه منهم .. قتل جماعة منهم، وسم علي بن عيسى، وكأنه لم يمت من ذلك السم (٢)، والله سبحانه أعلم.

ولما صرف علي بن عيسى من الوزارة بالإعفاء كما ذكره اليافعي، أو بالقبض كما ذكره غيره .. ولي الوزارة أبو علي محمد بن علي بن مقلة، وكان ناقص الرتبة عن الوزارة، لكن جد فيها وبذل، وكان محمد بن خلف السرياني كاتب يوسف بن أبي الساج، بذل فيها ثلاث مائة ألف دينار، فعدل عنه؛ لما علم من جهله وتهوره (٣).

وفيها: توفي الشيخ الكبير أبو الحسن بنان الحمال نزيل مصر وشيخها، والحافظ بن الحافظ عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، والحافظ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني صاحب «المسند الصحيح»، ومحمد بن السري النحوي المعروف بابن السراج.

وفيها: دخل ابن الداعي الري، وخرج محمد بن صعلوك.

وفيها: توفي محمد بن خريم، ومحمد بن عقيل البلخي.

***

[السنة السابعة عشرة بعد الثلاث مائة]

فيها: هجم مؤنس الخادم وأكثر الجيش على دار الخلافة، وأخرج المقتدر وابنه وخالته وحرمه إلى دار مؤنس، وأحضروا محمد بن المعتضد من الحبس وبايعوه، ولقبوه: القاهر بالله، وقلدوا ابن مقلة وزارته، ووقع النهب في دار الخلافة وبغداد، وأشهد المقتدر على


(١) انظر «صلة تاريخ الطبري» (١١/ ١١٣)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٧٢١).
(٢) الذي ذكره الذهبي رحمه الله في «تاريخ الإسلام» (٢٣/ ٣٥٣) أن ابن الفرات سمّ إبراهيم أخا علي بن عيسى، وعلى هذا فلا إشكال في الأمر، وقد أشرنا إلى ذلك في ترجمة ابن الفرات (٣/ ٣٦).
(٣) «الكامل في التاريخ» (٦/ ٧٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>