للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زنكي صاحب الموصل إلى السلطان مسعود برسالة، فوصل إليه، وأقام معه في العسكر، فوقف يوما القاضي كمال الدين على خيمة الوزير حتى قرب أذان المغرب، فعاد إلى خيمته، فأذن المغرب وهو في الطريق، فرأى فقيها في خيمته يصلي، فنزل، فصلي معه، ثم سأله القاضي كمال الدين من أين هو، فقال: أنا قاضي مدينة كذا، فقال له كمال الدين: القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وهما أنا وأنت، وقاض في الجنة، وهو من لا يعرف أبواب هؤلاء الظلمة ولا يراهم، فلما كان من الغد .. أحضر السلطان القاضي كمال الدين إليه، فلما دخل عليه ورآه .. ضحك السلطان وقال: القضاة ثلاثة، فقال كمال الدين: نعم يا مولانا، فقال: والله صدقت، ما أسعد من لا يرانا ولا نراه، وكان قد آذى الخليفة المقتفي، وقبض عليه شهرا.

وتوفي السلطان مسعود المذكور في سنة سبع وأربعين وخمس مائة.

٢٣٦٦ - [ابن طلاية العابد] (١)

أحمد بن أبي غالب البغدادي الوراق العابد أبو العباس.

زاره السلطان مسعود في مسجده، فتشاغل عنه بالصلاة، وما زاده على أن قال:

يا مسعود؛ اعدل، وادع لي، الله أكبر، وأحرم بالصلاة، فبكى السلطان، وأبطل المكوس والضرائب.

توفي سنة ثمان وأربعين وخمس مائة.

٢٣٦٧ - [ابن منير الطرابلسي] (٢)

أبو الحسين أحمد بن منير الطرابلسي، نسبة إلى أطرابلس، مدينة بساحل الشام قرب بعلبك، وقد تحذف الألف من أولها، فيقال: طرابلس.


(١) «المنتظم» (١٠/ ٤٠٠)، و «الكامل في التاريخ» (٩/ ٢١٠)، و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٢٦٠)، و «العبر» (٤/ ١٢٩)، و «الوافي بالوفيات» (٧/ ٢٧٧)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٨٦)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٢٤١).
(٢) «كتاب الروضتين» (١/ ٢٩٣)، و «وفيات الأعيان» (١/ ١٥٦)، و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٢٢٣)، و «العبر» (٤/ ١٣٠)، و «الوافي بالوفيات» (٨/ ١٩٣)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٨٧)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٧٤٢)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>