سمع عمه أبا بكر محمد بن مسلم وغيره، وروى عنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد وغيره.
قال الواقدي: قتله غلمانه بأمر ولده، وكان ولده سفيها شاطرا، قتله للميراث في آخر خلافة أبي جعفر، فوثب غلمانه عليه بعد سنين فقتلوه أيضا. اه
وتوفي محمد المذكور في سنة سبع وخمسين ومائة.
٧٧١ - [أبو جعفر المنصور](١)
عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي أبو جعفر المنصور، ثاني خلفاء بني العباس.
ولد بالحميمة من أرض البلقاء-وقيل: بالسراة من أرض الشام-سنة خمس وتسعين، وقيل: إنه ولد يوم مات الحجاج، وحج في أيام أخيه أبي العباس السفاح، ومات السفاح وعهد إليه بالخلافة، ثم من بعده لابن عمه عيسى بن موسى، فأخذ له عيسى بن موسى البيعة على الجند وعامة الناس، وأعطاهم أرزاقهم، وبلغ أبا جعفر موت السفاح وهو بطريق مكة راجعا من الحج، فلما وصل إلى الكوفة .. خرج عليه عمه عبد الله بن علي، فبعث المنصور أبا مسلم الخراساني لحربه، فهزمه أبو مسلم، وصفا الأمر لأبي جعفر، ثم همّ أبو مسلم بعزل أبي جعفر، فلم يزل أبو جعفر يتلطف به حتى صار إليه فقتله.
وكان المنصور ذا حزم وعزم، ودهاء ورأي، وشجاعة وعقل، وفيه جبروت وظلم.
ولما عزم على قتل أبي مسلم صاحب الدعوة .. كتب إليه ابن عمه موسى بن عيسى:[من الطويل]
إذا كنت ذا رأي فكن ذا روية ... فإن فساد الرأي أن تتعجلا
فكتب إليه المنصور:[من الطويل]
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي أن تترددا
(١) «المعارف» (ص ٣٧٧)، و «تاريخ الطبري» (٨/ ٥٩)، و «تاريخ بغداد» (١٠/ ٥٥)، و «المنتظم» (٥/ ٢٦٧)، و «الكامل في التاريخ» (٥/ ١٩٣)، و «سير أعلام النبلاء» (٧/ ٨٣)، و «تاريخ الإسلام» (٩/ ٤٦٥)، و «فوات الوفيات» (٢/ ٢١٧)، و «مرآة الجنان» (١/ ٣٣٤)، و «العقد الثمين» (٥/ ٢٤٨)، و «تاريخ الخلفاء» (ص ٣٠٨)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٢٦١).