للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما أن فتحت اللحد .. إذ بيد خرجت منه، فاختطفت جلدة رأسي التي رأيت، فقلت:

يس يس، وتعوذت، فقالت: يا قليل التوفيق؛ أما آن لك [أن] تخشى الله وترعوي عن فعلك؟ ! فقلت مجيبا، ولا أعرف ممن يصدر الكلام: أنا التائب إلى الله، ولست أرى شخصا، فقالت: إن صدقت توبتك .. لم يضرك شيء، فاذهب وتب إلى الله تعالى، فذهبت [إلى] بيتي، وسترت حالي من أهلي وغيرهم، ومنّ الله علي بالعافية، فخرجت من زبيد، وساقني القدر إليك.

قال الجندي: هذا ما ذكره قدماء القرية، وذكر غيرهم أنه حين قال: يس .. قال له قائل: أنا تبارك، لو كنت يس .. لأخذت جميع رأسك.

قال: وبلغني أن رجلا نبش قبرا، فلما فتح اللحد .. خرجت منه يد قلعت إحدى عينيه، فقال: يس، فسمع قائلا يقول: أنا تبارك، لو كنت يس .. لقلعت عينيك معا.

ولو لم يكن من كرامات الفقيه إلا فتح طريق مكة [لكفى]، وكان قد ضعف الحج وبطل حتى عميت الطريق، وقلّ عارفوها، فلم يزل الفقيه يسافر بالقافلة عدة سنين.

فلما توفي الفقيه .. سافر بالقافلة بعده الفقيه عمر بن الأكسع المعروف بالعلم، ثم سافر بها الفقيه أحمد بن موسى عجيل وذريته من بعده، ثم بعد بني عجيل الشيخ عمر البركاني، ثم بعض أولاد البركاني المذكور.

قال الجندي: وتوفي الفقيه بكر المذكور في صدر المائة السابعة بموزع، وقبره يمنى القرية مشهور، يتبرك به ويزار) (١).

٢٧٤٥ - [أبو الحسن الصوري] (٢)

أبو الحسن علي بن فاضل الصوري المصري الحافظ.

كتب الكثير، وأكثر عن السّلفي، وسمع بمصر من الشريف الخطيب، وقرأ القراءات على القاضي.

وتوفي سنة ثلاث وست مائة.


(١) «السلوك» (٢/ ٣٨٧).
(٢) «التكملة لوفيات النقلة» (٢/ ٩٩)، و «تاريخ الإسلام» (٤٣/ ١٢٣)، و «العبر» (٥/ ٦)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٤)، و «حسن المحاضرة» (١/ ٣٠٥)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>