للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠١٧ - [الدامغاني] (١)

أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني الحنفي، قاضي القضاة.

تفقه بخراسان، ثم ببغداد على القدوري، وسمع من الصوري وجماعة، وكان نظير القاضي أبي يوسف في الجاه والحشمة والسؤدد.

وبقي في القضاء دهرا إلى أن توفي سنة ثمان وسبعين وأربع مائة، ودفن في القبة إلى جنب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى.

٢٠١٨ - [إمام الحرمين] (٢)

أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، المشهور بإمام الحرمين.

يقال: إن والده الشيخ أبا محمد كان في أول أمره ينسخ بالأجرة، فاجتمع له من كسب يده شيء اشترى به جارية موصوفة بالخير والصلاح، ولم يزل يطعمها من كسب يده أيضا إلى أن حبلت بإمام الحرمين وهو مستمر على تربيتها بكسب الحلال، فلما وضعته .. أوصاها ألا تمكن أحدا من إرضاعه، فاتفق أنه دخل عليها يوما وهي متألمة والصغير يبكي وقد أخذته امرأة من جيرانهم وشاغلته بثديها، فرضع منها قليلا، فلما رآه .. شق عليه، وأخذه إليه، ونكس رأسه، ومسح على بطنه، وأدخل أصبعه في فيه، ولم يزل يفعل به ذلك حتى قاء جميع ما شربه وهو يقول: يسهل عليّ أن يموت، ولا يفسد طبعه بشرب لبن غير أمه.

ويحكى عن إمام الحرمين أنه كان يلحقه في بعض الأحيان فترة في مجلس المناظرة، فيقول: هذا من بقايا تلك الرضعة.

توفي سنة ثمان وسبعين وأربع مائة، وصلّى عليه ولده أبو القاسم، وأكثر الشعراء


(١) «تاريخ بغداد» (٣/ ٣٢٤)، و «المنتظم» (٩/ ٥٩٤)، و «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٤٨٥)، و «تاريخ الإسلام» (٣٢/ ٢٤٧)، و «الوافي بالوفيات» (٤/ ١٣٩)، و «الجواهر المضية» (٣/ ٢٦٨)، و «شذرات الذهب» (٥/ ٣٤٣).
(٢) «المنتظم» (٩/ ٥٨٩)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ١٦٧)، و «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٤٦٨)، و «تاريخ الإسلام» (٣٢/ ٢٢٩)، و «مرآة الجنان» (٣/ ١٢٣)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٥/ ١٦٥)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٦٠٢)، و «العقد الثمين» (٥/ ٥٠٧)، و «شذرات الذهب» (٥/ ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>